أصوله ونسبه
يعود نسب الملك الحسن الثاني كما يتناقله معظم أهل المغرب إلى آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام، واسمه هو الحسن الثاني ابن الملك محمد الخامس ابن السلطان يوسف ابن السلطان الحسن ابن السلطان محمد ابن السلطان عبد الرحمن ابن هشام ابن محمد ابن عبدالله الملقّب بالخطيب ابن إسماعيل ابن الشريف العلوي علي، وقد ولد الملك الحسن الثاني رحمه الله في اليوم التاسع من شهر حزيران للعام ألف وتسعمائة وتسعة وعشرين ميلادية، وقد ناضل جنباً إلى جنب مع والده الملك محمد الخامس لتحرير الصحراء المغربية ونيل استقلالها من الاحتلال الإسباني، وقد حصل على شهادة القانون من فرنسا.
سيرته وسمات حُكمه
نالت المغرب استقلالها في عام ألف وتسعمائة وستة وخمسين بعد نضال خاضه هو ووالده في منفاه محركا الجماهير المغربية للثورة والحراك ضد الاستعمار، وما أن تم لهما تحرير البلاد من الاحتلال وأذنابه عاد هو ووالده إلى المغرب، كولي للعهد من بعد أبيه.
وفي العام الذي توفي فيه أبوه الملك محمد الخامس، تولى هو من بعده حكم المملكة المغربية في العام ألف وتسعمائة وواحد وستين ميلادية، وقد كانت سياسته الخارجية وتوجّهاته على عكس سياسة معظم الأقطار العربية المحيطة بدولته آنذاك، فقد اختار الانحياز بسياسة بلاده الخارجية اتجاه المعسكر الرأسمالي، حيث كان العالم في تلك الحقبة من الزمان منضويا تحت حكم عالم ثنائي القطبية- ألا وهما المعسكر الاشتراكي من جهة، والمعسكر الرأسمالي من الجهة النقيضة الأخرى.
كانت فترة حكمه ملأى بالانقلابات والمؤامرات عليه،والدسائس ضدّه، وقد تعددت محاولات اغتياله من قبل خصومه السياسيين، وقد كانت تلك المحاولات في كثير من الأحيان قاب قوسين أو أدنى من النجاح، إلّا أنّه نجا منها واستمر في حكم بلاده بقمع المعارضين لحكمه، وخارقا لكثير من مبادئ حقوق الإنسان لقيامه ببعض المجازر المضادة ضد المتآمرين عليه ولو بالشبهة، وقد اشتهرت سنوات حكمه باللقب الدارج حولها – سنوات الرصاص، ولكن في المقابل من ذلك تميزت فترة حكمه بكثير من الانجازات في بناء البنية التحتية لبلاده وتحقيق الاكتفاء الذاتي لشعبه.