اغراض الأدب في العصر الأموي أسهمَ قدومُ الإسلام في إحداث تغييراتٍ جذريّة في مسارِ حياة الأمّة العربيّة؛ حيث أخذ بيدها إلى التوحّد والقوّة بعد زمنٍ من التفكّك والتجزئة القبليّة، وتشيرُ سطورُ التاريخ أنّ الوحدة العربيّة التي أوجدَها الدين الأحنف قد تركتْ أثرًا عميقًا في تطوّرِ الحياة الأدبية من جميع النواحي سواء كان ذلك شعرًا أم نثرًا وغيرها، وفي كل حضارة مرت في صدر الإسلام تمكّنت من إثبات وجودها بما تركته من بصمات واضحة أثرت إيجابًا على مسيرة الأدب العربي، وقد زادت من ازدهار الفنون الأدبيّة بشكل كبير، ويعدُّ تطور الأدب في العصر الأموي خيرَ مثال على ذلك، وهذا ما سيتمّ تناوله في هذا المقال.
تمكّنت الدولة الأموية من تطوير الأدب العربيّ الإسلاميّ بشكل كبير في فترة قيامها، إذْ توفّرت العديد من العوامل السياسيّة والاجتماعية والدينية التي أسهمت بازدهاره وتطوره؛ إلا أن العوامل السياسية كانت الأكثر تأثيرًا على الأدب في العصر الأموي، حيث أقدم الأمويون على إقامة مُلكهم في الشام التي تعدُّ بيئتُها مخالفة تمامًا للبيئة الحجازيّة، كما كان لِخَلقِ نظام ملكيّ وراثيّ غير مسبوق أثرٌ في طبيعة الشعر وبنائه وغير ذلك الكثير من العوامل، وقد ساعد ما تقدّمَ على الإتيان ببيئات مستحدثة للأدب مختلفة عن ذلك الأدب الناشئ في الجزيرة العربية؛ كما أثرت أيضًا العوامل الاجتماعية كظهور طبقة المَوالي، وتوطيد أواصر التراث العربيّ، وظهور الكتاب والشعراء، فساند الأمويون أولئك الأدباء مع إبراز هويّتهم القومية للحفاظ على الكلمة الأولى أن تبقى للعرب فقط.
ظهر عددٌ من الأغراض الأدبية في العصر الأموي لم تكن موجودة مسبقًا، وقد ظهرت هذه الأغراض على هامش العوامل التي طَورّت الأدب العربيَّ في تلك الفترة:
أسهمَ اهتمام الأمويين بالأدب العربي في اتخاذه بعض المميزات التي انفرد بها عن الوقت الماضي، ومن أبرز المميزات التي أظهرت مدى الاهتمام به: