معلومات عن غزوة أحد سميت غزوة بدر بهذا الاسم نسبة الى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها , وبدر بئر مشهورة تقع بين مكة والمدينة المنورة .غزوة أحد وقعت في يوم السبت، السابع من شوال في السنة الثالثة للهجرة [1] والتي تصادف 23 مارس 625 م، بين المسلمين في يثرب بقيادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأهل مكة وأحابيشها ومن أطاعها من قبائل كنانة وأهل تهامة [2]. كانت قوة المسلمين تقدر بحوالي 700 مقاتل [3] وقوة أهل مكة وأتباعها تقدر بحوالي 3000 مقاتل من قريش والحلفاء الآخرين وكان في الجيش 3000 بعير و200 فرس و 700 درع وكانت القيادة العامة في يد أبي سفيان بن حرب وعهدت قيادة الفرسان لخالد بن الوليد يعاونه عكرمة بن أبي جهل[4].
تمكن جيش أبي سفيان من تحقيق نصر عسكري بواسطة هجمة مرتدة سريعة بعد نصر أولي مؤقت للمسلمين الذين انشغل البعض منهم بجمع الغنائم وترك مواقعهم الدفاعية التي تم التخطيط لها قبل المعركة وتمكن بعض أفراد جيش أبي سفيان من الوصول إلى الرسول محمد وإصابته وشج أحدهم (وهو عبد الله بن شهاب) جبهته الشريفة واستطاع ابن قمئة الحارثي من إصابت انفه الشريف. يعتقد المؤرخون أن من الما هى اسباب الرئيسية للهزيمة العسكرية للمسلمين هو مغادرة المواقع الدفاعية من قبل 40 راميا من أصل 50 تم وضعهم على جبل يقع على الضفة الجنوبية من وادي مناة، وهو ما يعرف اليوم بجبل الرماة والإشاعة عن مقتل النبي محمد أو صرخة الشيطان التي كان مفادها «ألا إن محمدا قد قتل» [7].
التاريخ: السنة الثالثة هـ
المكان: أحد
النتيجة: انتصار عسكري لأهل مكة
المتحاربون:المسلمين قريش وبعض من تهامة وكنانة
القادة:محمد بن عبد الله أبو سفيان بن حرب
القوى:700 3000
الخسائر:75 غ
وقائع المعركة:خريطة المعركة، لاحظ تخطيط المسلمين المستمر
عندما تقارب الجمعان وقف أبو سفيان ينادي أهل يثرب بعدم رغبة مكة في قتال يثرب واستناداً إلى سيرة الحلبي فإن عرض أبو سفيان قوبل بالاستنكار والشتائم وهنا قامت زوجته هند بنت عتبة مع نساء مكة يضربن الدفوف ويغنين: نحن بنات طارق *** نمشي على النمارق *** إن تقبلوا نعانق *** وإن تدبروا نفارق *** فراقاً غير وامق وجعلت هند تقول : ويها بني عبد الدار ** ويها حماة الأديار ** ضربا بكل بتار فتقدم رجال من بني عبد الدار، وكانت سدانة الكعبة ولواء قريش، منهم طلحة بن أبي طلحة وطلب المبارزة فخرج إليه علي بن أبي طالب فصرعه علي وخرج رجل ثاني يطلب المبارزة فخرج إليه الزبير بن العوام فصرعه إلى خمسة رجال منهم يسقطون الواحد تلو الآخر، حتى صار اللواء إلى عبد الدار.
أعطى الرسول الراية لمصعب بن عمير وجعل الزبير بن العوام قائدا لأحد الأجنحة والمنذر بن عمرو قائدا للجناح الآخر ورفض الرسول مشاركة أسامة بن زيد وزيد بن ثابت في المعركة لصغر سنهما [10] ودفع الرسول سيفه إلى رجل من الأنصار يدعى سماك بن خرشة ولقبه أبو دجانة وكان مشهورا بوضع عصابة حمراء أثناء القتال وكان مشهورا أيضا بالشجاعة والتبختر بين الصفوف قبل بدء المعركة وقال فيه الرسول واستناداإلى السهيلي في كتابه “الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية” “إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن”.
بدأت المعركة عندما هتف الرسول برجاله “أمت، أمت” واستطاع المسلمون قتل أصحاب اللواء من بيت عبد الدار فاستطاع علي بن أبي طالب قتل طلحة الذي كان حامل لواء قريش فأخذ اللواء بعده شخص يسمى أبو سعد ولكن سعد بن أبي وقاص تمكن من قتله وفي هذه الأثناء انتشر المسلمون على شكل كتائب متفرقة واستطاعت نبال المسلمين من إصابة الكثير من خيل أهل مكة وتدريجيا بدأ جيش أبي سفيان بإلقاء دروعهم وتروسهم تخففا للهرب وفي هذه الأثناء صاح الرماة الذين تم وضعهم على الجبل “الغنيمة، الغنيمة” ونزل 40 منهم إلى الغنيمة بينما بقيت ميمنة خالد بن الوليد وميسرة عكرمة بن أبي جهل ثابتة دون حراك وفي هجمة مرتدة سريعة أطبقت الأجنحة على وسط المسلمين الذين من ذهولهم صاروا يقتلون بعضهم بعضا وتمكنت مجموعة من جيش أبي سفيان من الوصول إلى موقع الرسول محمد.
إشاعة مقتل النبي محمد:استنادا إلى الطبري فإنه عند الهجوم على الرسول تفرق عنه أصحابه وأصبح وحده ينادي “إليّ يا فلان، إليّ يا فلان، أنا رسول الله” واستطاع عتبة بن أبي وقاص من جيش أبي سفيان أن يصل إلى الرسول وتمكن من كسر خوذة الرسول فوق رأسه الشريف وتمكن مقاتل آخر باسم عبد الله بن شهاب من أن يحدث قطعا في جبهته الشريفه وتمكن ابن قمئة الحارثي من كسر أنفه الشريف وفي هذه الأثناء لاحظ سماك بن خرشة ولقبه أبو دجانة حال الرسول فانطلق إليه وارتمى فوقه ليحميه فكانت النبل تقع في ظهره وبدأ مقاتلون آخرون يهبون لنجدة الرسول منهم مصعب بن عمير وزياد بن السكن وخمسة من الأنصار فدافعوا عن الرسول ولكنهم قتلوا جميعا وعندما قتل ابن قميئة الليثي، مصعب بن عمير ظن إنه قتل الرسول فصاح مهللا “قتلت محمدا” ولكن الرسول في هذه الأثناء كان يتابع صعوده في شعب الجبل متحاملا على طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام واستنادا إلى رواية عن الزبير بن العوام فإن الصرخة التي ادعت قتل الرسول كانت عاملا مهما في هزيمة المسلمين حيث قال ابن العوام “وصرخ صارخ : ألا إن محمدا قد قتل، فانكفأنا وانكفأ القوم علينا” [11]
هناك آراء متضاربة عن الشخص الذي أطلق تلك الصيحة التي اشتهرت بصرخة الشيطان فيقول البيهقي “وصاح الشيطان: قتل محمد” بينما يقول ابن هشام “الصارخ إزب العقبة، يعني الشيطان” وهناك في سيرة الحلبي الصفحة 503 المجلد الثاني، رواية عن عبد الله بن الزبير أنه رأى رجلا طوله شبران فقال من أنت ؟ فقال إزب فقال بن الزبير ما إزب ؟ فقال رجل من الجن [12]
وقد أقبل أبي بن خلف الجمحي على النبي عليه الصلاة والسلام -وكان قد حلف أن يقتله- وأيقن أن الفرصة سانحة، فجاء يقول: يا كذّاب أين تفر! وحمل على الرسول بسيفه، فقال النبي (صلَّى الله عليه وسلم): بل أنا قاتله إن شاء الله، وطعنه في جيب درعه طعنة وقع منها يخور خوار الثور، فلم يلبث إلا يوماً أو بعض يوم حتى مات. ومضى النبي (صلَّى الله عليه وسلم) يدعو المسلمين إليه، واستطاع -بالرجال القلائل الذين معه- أن يصعد فوق الجبل، فانحازت إليه الطائفة التي اعتصمت بالصخرة وقت الفرار. وفرح النبي عليه الصلاة والسلام أن وجد بقية من رجاله يمتنع بهم، وعاد لهؤلاء صوابهم إذ وجدوا الرسول حياً وهم يحسبونه مات. ويبدو أن إشاعة قتل النبي سرت على أفواه كثيرة، فقد مر أنس بن النضر بقوم من المسلمين ألقوا أيديهم وانكسرت نفوسهم فقال: ما تنتظرون: قالوا: قتل رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم)! فقال: وما تصنعون بالحياة بعده؟. قوموا فموتوا على ما مات عليه…ثم استقبل المشركين فما زال يقاتلهم حتى قتل…
روى مسلم: أن رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) أفرد يوم “أحد” في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلما أرهقه المشركون قال: من يردهم عني وله الجنة؟ فتقدم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل! ثم رهقوه، فقال من يردهم عني وله الجنة، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة. فقال رسول الله: ما أنصفنا أصحابنا -يعني من فَرُّوا وتركوه. وتركت هذه الاستماتة أثرها، ففترت حدَّة قريش في محاولة قتل الرسول، وثاب إليه أصحابه من كل ناحية وأخذوا يلمون شملهم ويزيلون شعثهم. وأمر النبي صحبه أن ينزلوا قريشاً من القمة التي احتلوها في الجبل قائلاً: ليس لهم أن يعلونا، فحصبوهم بالحجارة حتى أجلوهم عنها.
وقد نجح الرماة حول رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) كسعد بن أبي وقاص وأبو طلحة الأنصاري في رد المشركين الذين حاولوا صعود الجبل، وبذلك أمكن المسلمين الشاردين أن يلحقوا بالنبي ومن معه.
وقد أصاب الصحابة التعب والنعاس فقد داعب الكرى أجفان البعض من طول التعب والسهر، فإذا أغفى وسقط من يده السيف عاودته اليقظة فتأهب للعراك من جديد! وهذا من نعمة الله على القوم {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ}.
وظن المسلمون -لأول وهلة- أن قريشاً تنسحب لتهاجم المدينة نفسها، فقال النبي عليه الصلاة والسلام لعلي بن أبي طالب: اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون؟ فإن هم جنَّبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فهم يريدون المدينة؛ فوالذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرنَّ إليهم ثم لأناجزنهم فيها. قال علي: فخرجت في آثارهم فرأيتهم جنبوا الخيل وامتطوا الإبل واتجهوا إلى مكة.
هناك رواية أن هند بنت عتبة بقرت عن كبد حمزة بن عبد المطلب فلاكته فلم تستطعه فلفظته [11] وبعد أن احتمى المسلمون بصخرة في جبل أحد تقدم أبو سفيان من سفح الصخرة ونادى “أفي القوم محمد” ؟ ثلاث مرات لم يجاوبه أحد ولكن أبا سفيان استمر ينادي “أفي القوم ابن أبي قحافة” ؟ “أفي القوم ابن الخطاب” ؟ ثم قال لأصحابه “أما هؤلاء فقد قتلوا” ولكن عمر بن الخطاب لم يتمالك نفسه وقال “كذبت والله إن الذين عددتهم لأحياء كلهم” ثم صاح أبو سفيان “الحرب سجال أعلى هبل، يوم بيوم ببدر” فقال الرسول محمد “الله أعلى وأجل لا سواء ! قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار” [8] [11]
ومن المواقف موقف أبو دجانة فقد روى ثابت عن النبي (صلَّى الله عليه وسلم) أنه أمسك يوم “أحد” بسيف ثم قال: من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فأحجم القوم. فقال أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، فأخذه ففلق به هام المشركين. قال ابن إسحاق كان أبو دجانة رجلاً شجاعاً يختال عند الحرب، وكانت له عصابة حمراء إذا اعتصب بها عُلِم أنه سيقاتل حتى الموت، فلما أخذ السيف من يد رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) تعصَّب وخرج يقول:
أنا الذي عاهدني خليلـي ونحن بالسفح لدى النخيـل
ألاَّ أقوم الدهر في الكيول أضرب بسيف الله والرســول
وموقف حنظلة بن أبي عامر خرج حنظلة بن أبي عامر من بيته حين سمع هواتف الحرب، وكان حديث عهد بعرس، فانخلع من أحضان زوجته، وهرع إلى ساحة الوغى حتى لا يفوته الجهاد وهو جنب فاستشهد وسمي بغسيل الملائكة.
ومنها مافعله سعد بن الربيع فقد روى ابن إسحاق: أن رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) قال: من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع؟ أفي الأحياء هو أم في الأموات؟ فقال رجل من الأنصار: أنا. فنظر، فوجده جريحاً في القتلى وبه رمق. فقال له: إن رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) أمرني أن أنظر، أفي الأحياء أنت أم في الأموات؟ فقال: أنا في الأموات، فأبلغ رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) سلامي! وقل له: إن “سعد بن الربيع” يقول لك: جزاك الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته! وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم: إن “سعد بن الربيع” يقول لكم: إنه لا عذر لكم عند الله إن خُلِص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف.
و أهم المواقف في غزوة أحد كان موقف علي بن أبي طالب: روى إمام المعتزلة ابن أبي الحديد في شرح النهج (3: 272) أنّه لمّا فرّ مُعظم أصحابه عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) يوم اُحد، كثرت عليه كتائب المشركين، وقصدته كتيبة من بني كنانة، ثمّ من بني عبد مناة بن كنانة فيها بنو سفيان بن عوف، وهم: خالد بن سفيان، وغراب بن سفيان، وأبو شعثاء بن سفيان، وأبو الحمراء بن سفيان، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي اكفني هذه الكتيبة، فحمل عليها وانّها لتقارب خمسين فارساً، وعلي بن أبي طالب () راجل، فما زال يضربها بالسيف حتّى تتفّرق عنه، ثمّ تجتمع عليه هكذا مراراً، حتّى قتل بني سفيان بن عوف الاربعة، وتمام العشرة منها ممّن لا يعرف بأسمائهم.
فقال جبريل(): يا محمّد، إنّ هذه لمواساة; لقد عجبت الملائكة من مواساة هذا الفتى، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): وما يمنعه وهو مني وأنا منه؟ فقال جبريل: وأنا منكما، قال: وسمع ذلك اليوم صوت من قِبَل السماء، لا يُرى شخصُ الصارخ به ينادي مراراً:لا فتى إلاّ علي ولا سيف إلا ذو الفقار, فسُئل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)عنه. فقال: هذا جبريل.
قال ابن أبي الحديد: وقد روى هذا الخبر جماعة من المحدّثين، وهو من الأخبار المشهورة، ووقفتُ عليه في بعض نسخ مغازي محمّد بن إسحاق، ورأيت بعضها خالياً عنه، وسألت شيخي عبد الوهّاب بن سكينة عن هذا الخبر، فقال خبر صحيح، فقلت: فما بال الصحاح لم تشتمل عليه؟ قال: أو كلّما صحيحاً تشتمل عليه كتبُ الصحاح؟ كم قد أهمل جامعوا الصحاح من الأخبار الصحيحة.
بعد المعركةجانب من جبل أحد من فوق جبل الرماة
انتهت المعركة بأخذ قريش ثأرها فقد قتلوا 70 مسلما بسبعين مقاتلا من مكة يوم معركة بدر وأسروا 70 مسلما وهو عدد مطابق لأسرى مكة يوم بدر وفي سورة آل عمران إشارة إلى هذا حيث ينص الآية 165 “أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”،[13] وكان من القتلى 4 من المهاجرين ومسلم قتل عن طريق الخطأ على يد مسلمين آخرين وكان اسمه اليمان أبا حذيفة فأمرهم الرسول أن يخرجوا ديته وكانت خسائر قريش حوالي 23 مقاتلا [14]. وأمر الرسول أن يدفن قتلى المسلمين حيث صرعوا بدمائهم وألا يغسلوا ولا يصلى عليهم وكان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد [14].
وقد حزن الرسول على مقتل حمزة: وقد كان رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يعز حمزة، ويحبه أشد الحب، فلما رأى شناعة المثلة في جسمه تألم أشد الألم، وقال: لن أصاب بمثلك أبداً، ما وقفت قط موقفاً أغيظ إليَّ من هذا. [عدل] دعاء النبي محمد
روى الإمام أحمد: لما كان يوم أحد، وانكفأ المشركون قال رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم): استووا حتى أثني على ربي عز وجل!. فصاروا خلفه صفوفاً فقال: اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لما أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت؛ ولا مقرِّب لما باعدت، ولا مبعِّد لما قربت. اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك. اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول. اللهم إني أسألك العون يوم العَيْلة، والأمن يوم الخوف. اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين. اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين. اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك. اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق.
تضحية أنس بن النضر:هذا أنس بن النضر يسمع في غزوة أحد أن رسول الله قد مات، وأن رسول الله قد قتل، فيمر على قوم من المسلمين قد ألقوا السلاح من أيديهم، فيقول لهم: ما بالكم قد ألقيتم السلاح؟ فقالوا: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أنس : فما تصنعون بالحياة بعد رسول الله؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. واندفع أنس بن النضر في صفوف القتال، فلقي سعد بن معاذ، فقال أنس : يا سعد والله إني لأجد ريح الجنة دون أحد، وانطلق في صفوف القتال فقاتل حتى قتل، وما عرفته إلا أخته ببنانه، وبه بضع وثمانون ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم. تضحية سعد بن الربيع
وهذا سعد بن الربيع الأنصاري يقول النبي صلى الله عليه وسلم لـزيد بن ثابت ((: يا زيد ! االبحث عن سعد بن الربيع بين القتلى في أحد فإن أدركته فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تجدك؟)). وانطلق زيد بن ثابت ليالبحث عن سعد بن الربيع الأنصاري فوجده في آخر رمق من الحياة، فقال له: (يا سعد ! رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام، ويقول لك: كيف تجدك؟) فقال سعد بن الربيع لـزيد بن ثابت(: وعلى رسول الله وعليك السلام، وقل له: إني والله لأجد ريح الجنة)، ثم التفت سعد وهو يحتضر إلى زيد بن ثابت، وقال: (يا زيد بلغ قومي من الأنصار السلام، وقل لهم: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مكروه وفيكم عين تطرف=)
تضحية عمرو بن الجموح:وهذا عمرو بن الجموح رجل أعرج لا جهاد عليه، قد أسقط الله عنه الجهاد، لكنه يسمع النداء: يا خيل الله اركبي، حي على الجهاد، ويريد أن ينطلق للجهاد في سبيل الله جل وعلا، فيقول أبناؤه الأربعة الذين ما تركوا غزوة مع رسول الله؛ يقولون لأبيهم: (يا أبانا لقد أسقط الله عنك الجهاد، ونحن نكفيك). فيبكي عمرو بن الجموح وينطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليشتكي لرسول الله وهو يقول: (يا رسول الله! إن أبنائي يمنعوني من الخروج للجهاد في سبيل الله، ووالله إني لأريد أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة)، فيلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمرو ويقول: ((يا عمرو فقد أسقط الله عنك الجهاد، فقد عذرك الله جل وعلا)). ومع ذلك يرى النبي رغبة عارمة في قلب عمرو بن الجموح للجهاد في سبيل الله، فيلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبنائه الأربعة ويقول لهم: ((لا تمنعوه! لعل الله أن يرزقه الشهادة في سبيله)). وينطلق عمرو بن الجموح، لا أقول يالبحث عن النصر، بل يالبحث عن الشهادة في سبيل الله جل وعلا، ويرزقه الله الشهادة في سبيله، صدق الله فصدقه الله جل وعلا. ويمر عليه النبي صلى الله عليه وسلم بعدما قتل فيقول: ((والله لكأني أنظر إليك تمشي برجلك في الجنة وهي صحيحة))
تضحية عمير بن الحمام:وهذا عمير بن الحمام شاب كريم مبارك، يسمع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر يقول: ((قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض) -إي ورب الكعبة يا شباب! إنها جنة عرضها السماوات والأرض)، فقال عمير بن الحمام (: جنة عرضها السماوات والأرض! بخ بخ)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما يحملك على قولك بخ بخ يا عمير))، فيقول عمير: (لا والله يا رسول الله إلا أني أرجو الله أن أكون من أهلها)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنت من أهلها)). فأخرج عمير بن الحمام تمرات ليتقوى بهن على القتال، فأكل تمرة، ثم قال لنفسه: (والله لئن حييت حتى آكل هذه التمرات إنها لحياة طويلة)، ويلقي بالتمرات ويندفع في صفوف القتال فيقتل؛ لأنه صدق الله جل وعلا فصدقه الله تبارك وتعالى.
تضحية أم عمارة:لم يشترك من نساء المسلمين في تلك المعركة إلا امرأة، ولكنها بألف رجل، إنها نسيبة بنت كعب -أم عمارة- رضي الله عنها وأرضاها، فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المعركة قد تكالب عليه الأعداء من يمنة ويسرة رمت القراب التي كانت تسقي بها جرحى المسلمين، وأخذت تدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عنها: ((ما رأيت مثل ما رأيت من أم عمارة في ذلك اليوم، ألتفتُ يمنة وأم عمارة تذود عني، والتفت يسرة وأم عمارة تذود عني))، وقال لها النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المعركة: ((من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ؟! سليني يا أم عمارة)) قالت: (أسألك رفقتك في الجنة يا رسول الله) قال: ((أنتم رفقائي في الجنة)). تضحيات شباب الأنصار: لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم هجوم الكفار قال لنفر ممن حوله من شباب الأنصار: ((من يردهم عنا وهو رفيقي في الجنة)) فتطايرت الكلمات وعبارات إلى مسامع شباب الأنصار، فتسابقوا حتى قتلوا جميعاً واحداً تلو الآخر وهم ستة من الرجال.
الآيات القرآنية:مزج العتاب الرقيق بالدرس النافع وتطهير المؤمنين، حتى لا يتحول انكسارهم في الميدان إلى قنوط يفل قواهم، وحسرة تشل إنتاجهم
{قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ. هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ. وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
بيَّن أن المؤمن -مهما عظمت بالله صلته- فلا ينبغي أن يغتر به أو يحسب الدنيا دانت له، أو يظن قوانينها الثابتة طوع يديه.
{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَأوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}. {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}.
لقد جمع محمد الناس حوله على أنه عبد الله ورسوله، والذين ارتبطوا به عرفوه إماماً لهم في الحق، وصلة لهم بالله. فإذا مات عبد الله، ظلَّت الصلة الكبرى بالحيِّ الذي لا يموت باقية نامية:
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}.
يعتقد بعض المؤرخين إن ما هى اسباب الهزيمة أكثر عمقا من 40 مقاتلا تركوا مواقعهم لاهثين خلف الغنيمة أو الصرخة التي إدعت قتل الرسول وفيما يلي بعض التحليلات عن سبب الهزيمة:
عدم ترسخ مبادئ الأممية الإسلامية في مجتمع يثرب حيث واستنادا إلى “الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية” للسهيلي فإن بعض المسلمين خرجوا إلى أحد لأخذ ثأر قديم من مسلم أخر ويذكر السهيلي الحارث بن سويد بن الصامت الذي كان يريد الثأر من المجذر بن زياد الذي قتل أباه في حرب الأوس والخزرج. ولم يقتصر الأمر على الأنصار بل إن مجوعة من المهاجرين إستسلموا بعد سماعهم بصرخة مقتل الرسول واستنادا إلى السيرة الحلبية فإن مجموعة من المهاجرين قالوا “نلقي إليهم بأيدينا فإنهم قومنا وبنو عمنا” [15]
عدم نشوء فكرة فصل الرسالة الإسلامية عن شخص الرسول محمد فقد فر من المعركة اقرب المقربين إلى الرسول بعد سماعهم صرخة الشيطان وابرز مثال هوالجدل المستمر لحد هذا اليوم حول ما ورد عن فرار عثمان بن عفان من المعركة I. فاستنادا إلى البيهقي فإن عثمان بن عفان مع مجموعة من المسلمين قد إبتعدوا عن المدينة بحوالي 30 ميلا ولم يعودوا إلا بعد سماعهم بعودة النبي إلى المدينة واستنادا إلى تفسير ابن كثير فإن هذا الحدث هو مايشير اليه الأية 155 من سورة آل عمران التي تنص “إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ” [16].
من مصلحت الإسلام والدولة الإسلامية الأولى أن تصاب برجّات عنيفة تعزل خَبَثها عنها، وقد اقتضت حكمة الله أن يقع هذا التمحيص في أحد.
{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ}.
استنادا إلى سيرة ابن هشام فإنه بعد 3 ايام من هزيمة أحد وبالتحديد في ليلة 10 شوال خرجت قوة من المسلمين وعلى رأسهم الرسول في غزوة حمراء الأسد والذي كان عبارة عن الخروج في طلب جيش أبو سفيان العائد إلى مكة ويرى المؤرخون في هذه الحركة معاني عميقة حاول الرسول إيصالها ومنها:
محاولة لعلاج و دواء الجانب النفسي من الجيش المنهار حيث طلب الرسول وبالتحديد من المسلمين الذين قاتلوا في أحد فقط ان يخرجوا معه وكان معظم من خرج وعلى رأسهم الرسول جرحى واستنادا إلى سيرة الحلبى فكان منهم من كان به 10 جراحات وكان الرسول نفسه مجروحا في الوجه والشفة السفلى والركبتين.
إرسال إشارة إلى مكة مفاده إن هزيمة أحد لم يوقع الوهن في صفوف المسلمين.
إرسال إشارة إلى الحركات المعارضة داخل يثرب ان القيادة المركزية لا زالت متحكمة فقام الرسول بإنزال عقوبة الموت بالحارث بن سويد بن الصامت الذي كان من الأنصار والذي خرج لمعركة أحد خصيصا كي يقتل المجذر بن زياد الذي كان من الأنصار أيضا ليشفي غليله من ثأر قديم اما عبد الله بن أبي بن سلول فقد سقط ما كان يتمتع به من سيادة فعندما حاول أن ينصح اتباعه في صلاة الجمعة بطاعة الرسول اخذ المسلمون بثوبه وقالوا له “اجلس عدو الله، لست لذلك بأهل”