معلومات عن عذاب القبر هو أول منازلة من منازل الآخرة، وما من نفس إلا وتدرك الموت، فتساق إلى القبر، فمن كان عمله صالحاً يٌنعم بنعيم الجنة ورغدها، وهو في قبره، لما أسلفه من عبادات وقربات لله عز وجل، وأما ومن كان عمله غير صالح، وقد امضي حياته يلعب ويلهو، ولم يعلم أن الدنيا دار ممر، وان الأخرى هي دار مستقر، فيعذب بقبره حتى تقوم الساعة فالقبر أما أن يكون روضة من رياض الجنة وإما أن يكون حفرة من حفر النار والعياذ بالله.
وقد أشار الله عز وجل في محكم كتابه مشيراً إلى عذاب القبر، حيث قال تعالى: ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )
فالكافر عند الاحتضار، كما سلف ذكره، انه يسال ويتذلل لله عز وجل كي يرجع إلى الحياة الدنيا، وكذلك الحال في قبره فأنه يتمنى في لهفة أن يرجع إلى الحياة الدنيا حتى يعمل صالحا، وعلى عكس ما كان يطلبه في الدنيا، فإن الكافر لن يطلب أن يعود إلى ماله أو أهله أو ولده ولكن يتمنى أن يرجع إلى الدنيا حتى يعمل صالحاً، فالله در امرأ عمل فيما يتمناه الكافر عندما يرى العذاب، والبرزخ الحاجز بين الدنيا والآخرة، وهذا هو حال القبور كما قال قتادة رضي الله عنه حيث يُنعم المؤمنون ويُعذب الكافرون والعاصون بالعذاب المقيم.
ولذلك سمي القبر بأوّل منازل الآخرة، حيث يُكرم فيه المؤمنون تهيئة لما ينتظرهم في الجنة، كما ويعذب فيه الكافرون والعصاةة والمنافقين تهيئة لما ينتظرهم في جهنم. ومن صفات القبر انه يتكلم، حتى إذا شيعه الناس فقيدهم، فأن اقعد الميت وسمع طرق وخطوات آخر رجل من مشيعيه، لا يكلمه حينها سوى قبره، فيقول لما جاء في الأثر ” ويحك ابن آدم أليس قد حذرتني وحذرت ضيقي ونتني ودودي فماذا أعددت لي؟”
كما أنّ للقبر ضمة، ولا ينجو منها أحد من الخلائق، ولو سلم منها احد، لسلم الصحابي الجليل سعد بن معاذ، وهو الذي اهتز لموته عرش الرحمن، واهتزت السماء وشهد له سبعون ألفاً من الملائكة وفقاً لما أشارت له الأحاديث التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وللقبر فتنة فقد اتفق أهل السنة والجماعة جامعين على أن كل إنسان يُسأل بعد موته دُفن أم لم يُدفن فلو أكلته السباع أو صار رمادا لسُئل عن أعماله كافة، فوافاه الله حسابه، وجزاه بالخير خيرا وبالشر شرا، وعذاب القبر هو العذاب الأدنى، وأما العذاب الذي يليه وهو الأكبر في نار جهنم، فالأمر لا يتأخر إلى انقضاء الدنيا، فالذين عصوا الله في الدنيا، يعذبون قبل قيام الساعة الكبرى وهو عذاب القبر.
وعذاب القبر أنواع مختلفة من الآفات والويلات، فمنهم من يعذب لتركه الصلاة، ومنهم يُعذب لغيبته ونميمته للناس من حوله، ومنهم من يُعذب لقول الزور وأكل الربا وغيرها من أنواع العذاب.