معلومات عن خيار البحر عندما يندرج إلى مسامعنا اسم “خيار البحر”، نتساءل عن “خيار البحر” هذا، أهو نوع من الأعشاب، أم الخضروات، أم إلى أيّ فصيل ينتمي ولماذا سميّ بهذا الاسم الغريب؟! وقد يحدونا الفضول إلى الالبحث عن شكله والحصول على معلومات عنه. وهنا سنتحدث عن “خيار البحر”، لنتعرّف على هذا الكائن وماهيّته، وتعرف على ما هى فوائده.
خيار البحر هو نوع من أنواع الكائنات البحريّة التي تعيش في البحار والمحيطات. اسمه العلمي ” Stichopus horrens”، وقد يطلق عليه اسم “الجامات”. وشكله يشبه شكل “الخيار”، حيث أنّ جسمه طوليّ ولا تستطيع أن تميّز رأسه من رجليه. له عدّة ألوان منها الأسود والأخضر والبنيّ، وهو بطيء الحركة، وله أشواك لكنّها مدفونة داخل جلده. ينتمي إلى شوكيّات الجلد أو فئة القنفذيّات، وهو من اللافقاريّات، وهناك ما يزيد عن خمسمئة نوع من خيار البحر، ويكثر وجوده في البحر الأحمر بأنواع عدّة وكثيرة، ومن أشهر أنواعه “الهيلوثريا”.
يفضّل خيار البحر العيش في المناطق الدافئة، ويدفن نفسه في الرّمل أو بين الصخور والشعب المرجانيّة، ولا يحبّ الضّوء ولذلك تنشط حركته ليلاً. لخيار البحر دور مهمّ في السلاسل الغذائيّة البحريّة، حيث أنّه يتغذّى على العديد من الكائنات، سواء كائنات بحرّية أو مواد عضويّة، أو حتى الأتربة نفسها بما فيها من مواد عضويّة حيّة وميتة، وهي التي تخرج الأملاح المعدنيّة التي تتغذّى عليها الشعب المرجانيّة، والطحالب.
كما قلنا لخيار البحر أنواع عديدة ومختلفة، منها “الأناناسة” وهذه تفضّل العيش في الرّمال وبالقرب من الشعب المرجانيّة. وهناك أيضاً “السمكة الرمليّة”، وهي من أفخر الأنواع، وتتميز بوجدة الحلمات البيضاء الصغيرة عليها. كذلك هناك “الأمواج الحمراء” وهي إسطوانيّة الشّكل لونها أحمر. ولدينا كذلك “الخيار الأبيض” والذي يتميّز بوجود خمسة حلمات بنيّة اللّون على جوانبه. أمّا النّوع الأكثر شيوعاً فهو “الخيار الأسود”، والذي يتمتع بشكل إسطوانيّ وأملس، ويخرج صبغة بنيّة عند لمسه.
لخيار البحر فوائد جمّة، وله تأثيره الإيجابي على الحياة البحريّة. فهو يتغذّى كما سبق أن ذكرت على المواد العضويّة، وينتج أملاحاً معدنيّة مفيدة لكائنات أخرى كالشّعب. كما أنّه يقوم بترشيح المياه وتنقيتها من المواد الضارّة والتي قد تؤثّر على الحياة البحريّة. كما أنّ الكثير من الأسماك تتغذّى على بويضات هذا الكائن. وخيار البحر له دور فعّال في تقليب التربة عند المدّ والجزر، وهذا الدور له تأثير ونتائج كبير في المحافظة على بقيّة الكائنات البحريّة الأخرى، كما له القدرة على فصل ملوّثات المياه كالنّفط من ماء المحيط، ويحوّلها لرواسب. يتضح لنا مما سبق الدور الكبير لخيار البحر في الحفاظ على التوازن البيئي البحريّ.
أمّا الإنسان فقد استفاد منه كثيراً، فمنذ أن اكتشفه الصينيّون منذ أكثر من خمسة آلاف عام، استخدموه كغذاء ودواء في نفس الوقت. حيث أنّ خيار البحر يحتوي نسبة عالية من البروتين، ولذلك يعتبر علاجاً للعديد من الأمراض. كما أنّه يحتوى على نسبة كبيرة من الأحماض الدّهنية، وهو مصدر غنيّ بالفيتامينات والأملاح المعدنيّة كالكالسيوم، والحديد، والزنك، والفوسفور.
وقد استخدم في الطّب القديم والحديث لعلاج و دواء أمراض كثيرة، منها أمراض الضعف الجنسيّ للرجال، وأمراض السرطان، والإيدز، وعلاج و دواء إلتهابات المفاصل وأمراض الروماتيزم؛ وذلك لإحتوائه على مادّة “الميكوبوليسكارايد”.