معلومات عن إبراهيم بن أدهم كان أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر العجلي إمامًا وعارفًا وزاهدًا ، وهو من أبرز العلماء الصوفيين السنيين خلال القرن الهجري الثاني ، وقد ولد في بلخ عام 718 م وهي تلك المدينة التي شهدت حدوث حركة التنزع تجاه التصوف والإقبال على الآخرة .
عُرف إبراهيم بن أدهم بكونه أحد الصالحين الذين كانوا من أبناء الملوك ، فقد كان والده أحد ملوك خراسان وله الفضل في زهده ، فقد خرج ذات مرة للصيد فسمع هاتفًا يقول له : يا إبراهيم، ما لهذا خُلِقْتَ ولا بذا أُمرتَ ، فقرر أن لا يعصي الله ابدًا ، وقام بترك ملك أبيه وأكثر من السفر طلبًا للعلم ولزيادة الطاعات .
وقد ورد في سير أعلام النبلاء على لسانه أنه قال : كَانَ أَبِي مِنَ المُلُوْكِ المَيَاسِيْرِ، وَحُبِّبَ إِلَيْنَا الصَّيْدُ، فَرَكِبتُ، فَثَارَ أَرْنَبٌ أَوْ ثَعْلَبٌ، فَحرَّكتُ فَرَسِي، فَسَمِعْتُ نِدَاءً مِنْ وَرَائِي: لَيْسَ لِذَا خُلِقْتَ، وَلاَ بِذَا أُمِرْتَ. فَوَقَفتُ أَنظُرُ يَمنَةً وَيَسْرَةً، فَلَمْ أَرَ أَحَداً، ثُمَّ حَرَّكتُ فَرَسِي، فَأَسْمَعُ نِدَاءً أَجْهَرَ مِنْ ذَلِكَ: يَا إِبْرَاهِيْمُ! لَيْسَ لِذَا خُلِقتَ، وَلاَ بِذَا أُمِرتَ .
فَوَقَفتُ أَنظُرُ فَلاَ أَرَى أَحَداً، فَأَسْمَعُ نِدَاءً مِنْ قَرَبُوْسِ سَرجِي بِذَاكَ، فَقُلْتُ: أُنْبِهْتُ، أُنْبِهْتُ، جَاءنِي نَذِيرٌ، وَاللهِ لاَ عَصَيتُ اللهَ بَعْدَ يَوْمِي مَا عَصَمنِي اللهُ. فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي، فَخَلَّيتُ فَرَسِي، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رُعَاةٍ لأَبِي، فَأَخَذتُ جُبَّةً كِسَاءً، وَأَلقَيْتُ ثِيَابِي إِلَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلتُ إِلَى العِرَاقِ، فَعَمِلتُ بِهَا أَيَّاماً، فَلَمْ يَصْفُ لِي مِنْهَا الحَلاَلُ، فَقِيْلَ لِي: عَلَيْكَ بِالشَّامِ .
قام إبراهيم بن أدهم بترك الملك والجاه ، فكان في فصل الشتاء يرتدي فروًا ليس تحته قميص ، أما في فصل الصيف فلم يكن يرتدي خفين ولا عمامة ، وقد كان يكثر من الصيام في السفر والحضر ، وينام قليلاً من كثرة التفكر ، كذلك فقد كان يأكل من عمل يده في حصاد الزرع وحراسة البساتين .
وقد روي عن ابو نعيم عن أبي إسحق الفزاري أنه قال : ” كان إبراهيم بن أدهم في شهر رمضان يحصد الزرع بالنهار ويصلي بالليل، فمكث ثلاثين يومًا لا ينام بالليل ولا بالنهار “.
وعن ضَمْرَةُ : ” سَمِعْتُ ابْنَ أَدْهَمَ، قَالَ: أَخَافُ أَنْ لاَ أُؤْجَرَ فِي تَرْكِي أَطَايِبَ الطَّعَامِ، لأَنِّيْ لاَ أَشْتَهِيهِ. وَكَانَ إِذَا جَلَسَ عَلَى طَعَامٍ طَيِّبٍ، قَدَّمَ إِلَى أَصْحَابِهِ، وَقَنَعَ بِالخُبْزِ وَالزَّيْتُوْنِ. “
توفي إبراهين بن أدهم في بلاد الشام عام 777 م ، ودفن في جبلة من سواحل سوريا ، وهناك بعض الروايات التي ذكرت أنه توفي خلال محاربته للبيزنطين ، وقد أصبح قبره مزارًا ، وذكر في معجم البلدان أن وفاته حدثت في حصن سوقين الذي يقع في بلد الروم ، وأنه تم تشييد مسجد في ذلك المكان وأطلق عليه اسم جامع السلطان إبراهيم .
– قال إبراهيم بن أدهم في رسالة إلى سفيان الثوري : ” مَنْ عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل، ومن أطلق بصره طال أسفه، ومن أطلق أمله ساء عمله، ومن أطلق لسانه قتل نفسه ” .
– قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله : ” أشد الجهاد جهاد الهوى، من منع نفسه هواها فقد استراح من الدنيا وبلائها، وكان محفوظا ومعافى من أذاها ” .
– عن إبراهيم بن أدهم رحمه الله : ” الزهد ثلاثة أصناف، فزهد فرض، وزهد فضل، وزهد سلامة، فالفرض الزهد في الحرام، والفضل الزهد في الحلال، والسلامة الزهد في الشبهات “.
– من أقواله : ” لا تجعل بينك وبين الله منعما عليك ، إذ سألت ؛ فاسأل الله أن ينعم عليك ولا تسأل المخلوقين ، وعد النعم منهم مغرما ” .
– ومن أبرز حكمه : ” قلة الحرص والطمع تورِث الصدق والورع، وكثرة الحرص والطمع تورث الهم والجزع ” .
– قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله : كل ملك لا يكون عادلاً فهو واللص سواء، وكل عالم لا يكون تقياً فهو والذئب سواء، وكل من ذل لغير الله، فهو والكلب سواء .
– وعن أحمد بن خضرويه أن إبراهيم بن أدهم قال لرجل في الطواف حول الكعبة : ” اعلم أنك لا تنال درجة الصالحين حتى تجوز ست عقبات: أولاها أن تغلق باب النعمة وتفتح باب الشدة، والثانية أن تغلق باب العز وتفتح باب الذل، والثالثة أن تغلق باب الراحة وتفتح باب الجهد، والرابعة أن تغلق باب النوم وتفتح باب السهر، والخامسة أن تغلق باب الغنى وتفتح باب الفقر، والسادسة أن تغلق باب الأمل وتفتح باب الاستعداد للموت ” .