كيفية علاج الحول عند الاطفال من المعروف بأنّ العينين السليمتين هما العينان القادرتان على رؤية الأشياء من المسافات القريبة والبعيدة بوضوح، والقادرتان على التحكّم في حركة البؤبؤين بشكل منسجم وبنفس الاتجاه، وأي خلل أو اختلاف بين اتّجاهات أو سرعة حركة البؤبؤين يكون منبهاً لإصابتهما بالحول. في العادة يولد الطفل الرضيع وهو لا يملك القدرة على التنسيق بين حركة بؤبؤ العينين بحيث لا تتحركان بنفس الاتّجاه أو السرعة ويبقى كذلك حتى الأشهر الأولى من عمره، قد يشكّ بعض الأهالي بإصابة طفلهم بالحول وقد يلجؤون لعرضه على الأطباء المختصين بحثاً عن العلاج و دواء المناسب، ليكتشفوا بأنّ الطفل غير مصاب بالحول وهذا أمر طبيعي يحدث لدى جميع الأطفال في الأشهر الأولى من عمرهم ويختفي تلقائياً خلال الأشهر القليلة القادمة.
الحول الكاذب عند الرضع
يستمرّ حول العينين لدى بعض الأطفال ويظهر بشكل واضح حتى بلوغ الطفل السنة الأول من عمره، ممّا يثير شكوك الوالدين بإصابة طفلهما بالحول، وكثيراً ما يكون هذا الحول من نوع الحول الكاذب، وهو الحول الذي يستمرّ بعد الستة أشهر الأولى من عمر الطفل وقد يمتدّ للسنوات الأولى من عمره ويختفي تدريجياً دون الحاجة إلى العلاج، وعادةً ما يحدث الحول الكاذب بسبب بنية الوجه والعينين اللاتي لم يكتمل نموهما بعد لدى الطفل الصغير، فنلاحظ وجود طبقات من الجلد على أطراف الجفنين والتي تقوم بتغطية جزء من العين فيظهر الطفل أحول العينين، كما أنّ الأنف العريض للأطفال يتسبّب في ظهور الحول الكذاب، وسرعان ما تختفي هذه الطبقات الجلدية ويتّسع وجه الطفل ويصبح أكثر تناسقاً مع حجم أنفه، ممّا يؤدّي إلى اختفاء الحول الكذاب.
يستطيع الطبيب فحص وتشخيص إذا ما كان الطفل يعني من الحول الكاذب أو الدائم بسهولة تامة، وذلك عن طريق تعريض العينين لضوء مباشر فإذا ما تحرّكت العينين باتّجاه الضوء بشكل متزامن ودقيق فإنّ الطفل يعاني من الحول الكاذب، وفي حال عدم تحركهما معاً نحو اتجاه الضوء أو باتّجاه آخر بعيداً عن الضوء فهناك احتمال بأن يكون الطفل مصاباً بالحول.
الحول المرضي عند الأطفال
يتمّ فحص وتشخيص بعض الأطفال وخاصةً بعد السنة الأولى من عمرهم بالإصابة بالحول، وغالباً ما يكون هذا الحول ناتجاً عن كسل في عمل إحدى العينين أو كلاهما، فيتحرّك أحد بؤبؤي العينين بينما يبقى الآخر مكانه ولا يتحرك أو قد يتحرك في الاتّجاه الخاطئ، وهنا يلزم إخضاع الطفل للعلاج و دواء اللازم للتخلّص من الحول، وعادةً ما يكون فرصة نجاح العلاج و دواء في سن مبكر أقوى منها في سن متأخر.