معلومات عن مصطفى بن بولعيد مصطفى بن بولعيد هو شخصية جزايرية ثورية قاد الثورة الجزايرية من سجنه، ويعد بولعيد رمزا للثقافة الجزايرية، ولد بولعيد في الخامس من شباط/ شباط في عام 1917م في ولاية باتنة في قرية اينركب، وفي ذلك الحين نشا في اسرة متوسطة وميسورة الحال، كما قد كانت اسرته محافظة ومتدينة، فكان ثباته مستمدا من محافظة عايلته على مقومات الشخصية الجزايرية الوطنية.[١][٢]
تتلمذ بولعيد في طليعة مساره الدراسي على ايدي شيوخ منطقته فحفظ القران، ثم انتقل الى مدينة باتنة لاستكمال دراسته، وفي اواخر الثلاثينيات التحق بولعيد بمدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزايريين في مدينة اريس، وبعد هذا سافر في عام 1937م الى دولة فرنسا واستقر في مدينة فيليري، واصبح رييسا لنقابة العمال، وفي عام 1938م عاد الى الجزاير وعمل في الفلاحة والتجارة، وتزوج في عام 1942م واصبح ابا لابناء ستة وبنت واحدة.[٢]
بدا مصطفى بولعيد نضاله منذ ان كان عمره خمسة عشر عاما، حيث قد كانت بدايته مع خلية قد كانت تمارس نشاطها ونضالها في مساحة اريس تحت قيادة مسعود بلعقون، وفي عام 1938م انضم الى حزب الشعب، ومن الجدير بالذكر ان مصطفى بولعيد قد تعرض اثناء حياته الثورية الى محاولتي اغتيال، قد كانت اولها في عام 1949م، اما الثانية فقد قد كانت في عام 1950م، ومنذ طليعة تاسيس المنظمة السرية انضم بولعيد اليها، وبالتالي يمكن القول ان بولعيد كان مناضلا علنيا، وسريا، وشبه عسكري ايضا، وبعد ان اكتشف امر تلك المنظمة تولى بولعيد هامة تسكين المناضلين الجزايريين الهاربين من القوات الفرنسية، وقد كانت تلك المجموعة هي التي اعدت للقيام بثورة مسلحة مع بولعيد منذ عام 1933م.[٢]
تنبه بولعيد الى ان السياسة التي زرعها المستعمر، وهي سياسة فرق تسد، سوف تكون مانعا في وجه الثورة التحريرية الجزايرية ما لم تحل تلك الخلافات، وفي ذلك الحين ساهم بولعيد في عام 1954م في لقاء هورنو في بلجيكا، وفي ذلك الحين كان هدفه من المساهمة هو توحيد صفوف الاطراف المتصارعة، وبعد تلك المساهمة معرفة بولعيد عدم جدوى المبتغى الذي جاء من اجله، ولهذا قام بفك الروابط التنظيمية والسياسية التي تربطه بالاطراف المتنازعة، وفي ذلك الحين كان بولعيد عضوا في مجموعة ( 22 )، والتي اصدرت قرارا اشعال الثورة في الجزاير، ومن اجل ابلاغ الوفد الخارجي الذي سوف يشارك في مساندة تلك الثورة وتمويلها بالسلاح فقد انتقل بولعيد الى سويسرا مع اصدقايه، ويقال ان مصطفى بولعيد كان يدعم تلك الثورة من ماله الخاص.[٢]
استطاع بولعيد تقصي صلح بين اكبر عشيرتين وهما التوابة التي يتبع اليها، وبني بوسليمان، وكان من مزايا ذلك الصلح دخول لصوص الشرف او ما يسمون بالخارجين عن القانون الى الحركة الوطنية، ومن هولاء الخارجين عن التشريع قرين بلقاسم، والصادق شبشوب، والمكي عايسي، وكذلك حسين برحايل، وتجدر الدلالة الى ان بولعيد قد اطلق حملة عظيمة وواسعة المدى تدعو الى عدم استعمال السلاح على نحو مفرط في المناسبات والاعراس.[٣]
لم يكن مصطفى بولعيد وحده من حمل على كتفيه قرار تفجير الثورة الجزايرية لكن كان معه خمسة من الملاحقين قضاييا من قبل الشرطة الفرنسية، وهم؛ ديدوش مراد، ومحمد بوضياف، والعربي بن المهدي، وكريم بلقاسم، وكذلك رابح بيطاط، فقد كان هولاء الخمسة بالاضافة الى بولعيد من القادة البارزين والمهمين في الجناح المسلح للمنظمة السرية (حزب الشعب الجزايري)، ويعد ذلك الحزب من اكثر الاحزاب مناهضة للاحتلال الفرنسي في الجزاير، وفي ذلك الحين قد كانت اعمارهم في هذا الوقت تتراوح مابين 27-37 عاما.[٤]
وقد قابل بولعيد ورفاقه في الثالث والعشرين من اكتوبر من عام 1954م في حي لابوانت بيسكاد في منزل سري، وتحدث محمد بوضياف في ذلك الاجتماع؛ حيث ذكر لرفاقه ان ذلك الاجتماع سوف يكون الاخير قبل تفجير الثورة الجزايرية عكس الاحتلال الفرنسي، واتفقوا على ان تنطلق الثورة باسم جبهة التحرير الوطني، وانتهى الاجتماع باعلان الثورة وتفجيرها في كافة الانحاء في الجزاير، فقسمت البلاد الى خمس انحاء حربية، ووزع فيما بعد تصريح اعلان الثورة على الناس، كما تمت دعوتهم الى المساهمة في تلك الثورة المنظمة، وبدات العمليات العسكرية في كافة الانحاء والتي سببت اضرارا عديدة للجيش الفرنسي، فقد قتل عشرة جنود فرنسيين، وجرح 27 اخرون، بالاضافة الى اعطاب الممتلكات التابعة للجيش الفرنسي.[٤]
وبعد تلك العمليات التي قام بها بولعيد ورفاقه حصلت اشتباكات مع القوات المسلحة الفرنسي، وكان اول من نال الشهادة من قادة الثورة هو ديدوش مراد قايد العمليات العسكرية الثورية في مساحة في شمال في شرق الجزاير، وفي ذلك الحين نال الشهادة في مساحة قسنطينة في الثامن عشر من يناير من عام 1955م، اما قايد الثورة في العاصمة رابح بيطاط فقد اسر وحكم عليه بالسجن الموبد، الا انه قد خرج من السجن في عام 1962م بعد اعلان وقف اطلاق النار، وفي ذلك الحين اعتقل محمد بوضياف المنسق العام للثورة الجزايرية بعد تعرض مقاتلات فرنسية للطايرة التي استقلها متجها عند تونس، ولم يتواصل في متابعة الحرب عكس الانتزاع الفرنسي حتى الخاتمة سوى كريم بالقاسم.[٤]
انتقل بولعيد من مساحة الى اخرى بعد فراره من السجن في عام 1955م، فذهب الى عين مليلة وكذلك اتجه الى مساحة النمامشة لاعادة تنظيمها، وانتقل مرة اخرى الى مساحة بانيان بالقرب من مشونش وكان على اتصال مع المسوولين في الانحاء الصحراوية، وفي ذلك الحين قدم بولعيد الى المحاكمة العسكرية في تونس، وفي الثامن والعشرين من ايار/ ايار من عام 1955م حكمت المحكمة العسكرية على بولعيد بالاشغال الشاقة نطاق الحياة، ومن بعدها اعيدت محاكمته مرة اخرى في قسنطينة وكان الحكم عليه بالاعدام بتهمة التامر على امن دولة فرنسا مع جهات اجنبية، وكذلك الاخلال بالنظام.[٢]
استشهد قايد مساحة الاوراس مصطفى بن بولعيد في الثاني والعشرين من اذار/ اذار من عام 1956م، وفي ذلك الحين جاء استشهاده بمكيدة دبرت له من جيش الانتزاع الفرنسي واعوانهم من خونة جزايريين، حيث تم تفخيخ جهاز الاتصالات الذي كان يستخدمه بولعيد نحو محاولته لتشغيله، وكان استشهاده في مساحة تافرفرت بالقرب من الجبل الازرق، الا ان خبر وفاته بقي سرا حتى عقد لقاء الصومام.[
Novyny