معلومات عن الإمام أحمد بن حنبل الإمام أحمد بن حنبل هو إمام وفقيه ومحدّث مسلم، ورابع الأئمة عند أهل السنة والجماعة، حيث يعود له الفضل في تأسيس المذهب الحنبلي في الفقه. واسمه بالكامل هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هِنْب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
وُلد في مدينة بغداد بالعراق، في شهر نوفمبر سنة 780 م، المقابل لشهر ربيع الأول عام 164 هـ. وتوفي والده قبل ميلاده، فنشأ في كنف والدته التي أولته عناية متكاملة، حيث اهتمت بتنشئته على الأخلاق والقيم السامية، وغرس حب العلم والشغف بالدين في أعماقه قلبه وروحه. فعكف على حفظ القرآن الكريم، ثم انتقل إلى تعلم الحديث على يد الشيخ أبي يوسف الذي كان أحد تلاميذ أبي حنيفة. واستمر في تعلم المنهج الحنفي على يديه لمدة أربع سنوات دون كلل أو ملل، فكلما تعلم شيئًا زاد ولعه واهتمامه، مما دفعه لتدوين ما تعلمه من شيخه كتابةً. وعندما أنهى تعلمه مع شيخه الأول انتقل إلى نهل العلم من عدد كبير من الشيوخ مثل: الشيخ هشيم بن بشير السلمي، ونعيم بن حماد، وعبد الرحمن بن مهدي، وعمير بن عبد الله بن خالد.
وعندما بلغ الثانية والعشرين من عمره انطلق في رحلته لزيادة معرفته بالحديث فزار البصرة، والكوفة، والرقة، واليمن، والحجاز. وخلال تلك الرحلة تعلم على يد عدد من كبار علماء المسلمين وفقهائهم مثل: يحيى بن سعيد القطان، وأبي داود الطيالسي، ووكيع بن الجراح، وأبي معاوية الضرير، وسفيان بن عيينة. كما تعلم الفقه والأصول من الإمام الشافعي رحمه الله. وقد حاز بن حنبل اعجاب الشافعي حيث قال عنه: “ما رأيت أحدًا أفقه في كتاب الله من هذا الفتى القرشي”.
وبدأ بن حنبل في نشر العلم بعد عودته إلى بغداد سنة 204 هـ/819 م، وهو نفس العام الذي توفي فيه الإمام الشافعي. فكان مسؤولًا عن حلقتي علم الأولى في منزله لطلاب العلم، والأخرى في المسجد لعامة الناس. وتتلمذ على يديه عدد كبير من التلاميذ البارزين مثل: أبو بكر المروزي، وأبو بكر الأثرم، وإسحاق بن منصور التميمي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبو داود، وبقي بن مخلد، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج.
لم تكن حياة الإمام بن حنبل خالية من الصعوبات، حيث تعرض سنة 218 هـ/ 833 م إلى محنة شديدة الصعوبة. حيث ذاع الخليفة المأمون أن القرآن مخلوق كسائر المخلوقات، وأجبر الفقهاء على قبول ذلك. لكن الإمام أحمد عارض ذلك بشدة مما عرضه للتعذيب، فقُيّد بالحديد وبُعث به إلى المأمون في مدينة طرطوس بتركيا، لكن المأمون توفي أثناء ذلك وتولى المعتصم زمام الحكم، فأعيد الإمام مُكبلًا بالحديد إلى بغداد مرة أخرى. وهناك تعرض لجولات متعددة من الترغيب والتعذيب ليرجع عن رأيه، لكن كل ذلك لم يُثنه عن عزمه بالرغم من استمرار حبسه لمدة عامين وبضعة أشهر.
وفي النهاية أطلقوا سراحه بعد أن تهاوت صحته وضعف جسده من شدة العذاب، إلا أنه استمر في نشر العلم في المسجد إلى أن توفي المعتصم وتولى الخليفة الواثق ومنعه من الاجتماع بالناس فكان يخرج من منزله للصلاة فقط. واستمر الأمر على هذا الوضع حتى تولى المتوكل الخلافة وأعرض عن القول بأن القرآن مخلوق وبذلك انتهت المحنة وعاد الإمام إلى نشر العلم.
لم يُسجل الإمام أحمد مذهبه الفقهي لعدم رغبته في ذلك، وإنما دُون بعد وفاته على يد أبو بكر الخلال الذي تعلم المذهب الحنبلي من أبو بكر المروزي الذي كان من أبرز تلاميذ الإمام أحمد. ولُقب ذلك الكتاب باسم “الجامع الكبير”، وتضمن 20 مجلدًا، ولكنه كان كبيرًا جدًا، لذا لجأ أبو القاسم الخرقي إلى تلخيصه بعد ذلك ونُشر في كتل عُرف باسم “مختصر الخرقي”. وبعد ذلك، قام العديد من الفقهاء التابعين للمذهب الحنبلي بتسجيل شروح لكتاب المختصر حتى فاق عددهم الثلاثمائة، إلا أن أشهرهم كان كتاب المغني لابن قداسة المقدسي.
سجل الإمام بن حنبل الكثير من المؤلفات والتي يُعد من أبرزها:
صارع الإمام بن جنبل فترة مع المرض ثم توفي في السابعة والسبعين من عمره في بغداد عام 855 م، الموافق لعام 241 هـ.