تعرف على سيرة محمد أنور السادات، وهو رئيس جمهوريّة مصر العربية ما بين عام 1970 إلى عام 1981م، وهو ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية. ولد أنور السادات لأم سودانية، ولكن جدّته أم والدته مصرية الأصل، وكانت والدته تسمى ست البرين، تزوجت من والده عندما كان يعمل لدى الفريق البريطاني في دولة السودان، ولكنه اصطحبها معه إلى مصر؛ حيث إنّ السادات ترعرع في قرية ميت أبو الكوم.
يعود الفضل في تكوين شخصية السادات الجريئة والقويّة إلى والدته وجدته، ولهما الفضل فيما وصل إليه السادات من حكمة وعزيمة.
كانت والدة السادات وجدته تحكيان له قصصاً يومية قبل النوم عن الحروب والأبطال الذين عاشوا خلال فترة الحروب، حيث كانت ترتكز القصص على النضال من أجل الحصول على الحريّة، كما أنهم كانوا يروون له العديد من قصص الغدر والخيانة من أجل الحصول على قدرٍ أكبر من الخبرة والمعرفة.
انتقل والد السادات وأمّه وزوجات والده للعيش في القاهرة، وقد كان يبلغ من العمر ما يقارب ست سنوات، وقد عاش السادات في أسرة ذات دخل محدود؛ حيث إنّ والده كان يعاني من الدخل المحدود، في مقابل أنّ أسرته كانت كبيرة؛ فهي كانت مكوّنةً من ثلاث زوجات وأطفالهن، وكان المنزل صغير جداً، الأمر الّذي اضطرّ منه أن يقوم بالعمل في سنٍّ مبكّرة من حياته.
تعليمه
كان السادات يتلقى تعليمه في كتاب القرية على يد الشيخ عبد الحميد عيسى، وكان هذا الأمر في بداية حياته في قرية بيت أبو الكوم، ومن ثم انتقل لتلقي التعليم في مدرسة الأقباط الابتدائية، ونال الشهادة الابتدائية، ومن ثم انتقل لإكمال دراسته، وكان قد التحق بالمدرسة الحربية من أجل إكمال دراساته العليا، وتخرّج منها في سنة 1938م، وحصل على درجة ضابط برتبة ملازم ثاني.
تزوج السادات مرتين، الأولى كانت زيجة تقليدية من السيدة إقبال عفيفي، وهي من أصول تركية، ولكن كانت تربطها علاقة قرابة مع الخديوي عباس، كما أنها كانت من أسرة عريقة جداً، وكانت أسرتها تمتلك عدداً كبيراً من الأراضي والممتلكات الأخرى، وقد كان الرفض سيد الموقف في البداية، لأن السادات كان من أسرة فقيرة، ولكن بعد أن أتمّ السادات دراسته تمّت الموافقة على زواجه منها، واستمرّ هذا الزواج لمدة عشر سنوات، كانت نتيجته ثلاث بنات، وهنّ: رقية، راوية، كاميليا، وفي المرة الثانية تزوج السادات من السيدة جيهان رؤوف صفوت، والتي أنجب منها لبنى، وجيهان، وجمال.
حياته السياسية
كان السادات مشغول البال دوماً لكون جمهوريّة مصر محتلّةً من قبل الاحتلال البريطاني، وأنها محكومة من عائة ملكية، وهذه العائلة لا تبدي أي اهتمام لكون مصر محتلة، وبالتالي بدأت أفكار السادات تنصب حول الثورة على العائلة الحاكمة، فقام بعمل اجتماع مع مجموعة من الضباط من أجل البحث في طريقة طرد الاحتلال البريطاني، وكان الاجتماع مكوّنٌ من جمال عبد الناصر، وخالد محيي الدين، وعدد كبير من الضباط الأحرار، وقد كان السادات معجب بصورة كبيرة بغاندي، ولكنّه هذه المرة لم يجعل لإعجابه بالسادات مكاناً، فقد سيطر عليه الإعجاب بالمحارب السياسي التركي مصطفى كمال أتاتورك.
كان الإنجليز في حالة مستمرة من تضييق الخناق على الأحرار المصريين، وعلى كل من حاول الثورة ضدهم، كما أنّهم كانوا يتعمقون في التوغل داخل مصر، وفي تلك الفترة تم طرد السادات من عمله في الجيش المصري، كما أنّه تم اعتقاله، وفي تلك الفترة تمكن السادات من الاستيلاء على جهاز إرسال من أحد الألمان الخونة، وقام باستخدام الجهاز من أجل أعمال الكفاح والمقاومة ضد الاحتلال البريطاني، وتمّ سجن السادات لمدة سنتين، ولكنه هرب بنجاح من السجن، وقام بتغيير ملامحه بصورةٍ كبيرة، حتى لم يتمكّن أحد من التعرف عليه، كما أنه أطلق على نفسه اسم الحاج محمد، وبعد أن انتهت المدة القانونية لحبس السادات تمكّن من العودة إلى أسرته مرّةً أخرى.
كانت أولى خطط السادات ورفاقه أن يتمّ قتل أمين عثمان باشا، لأنه كان أحد أصدقاء بريطانيا، وكان ممن يقفون أمام مصالح الوطن، كما أنه كان واحداً من المطالبين ببقاء قانون الأحوال العسكرية، والّذي يضمن الراحة التامة للاحتلال البريطاني في داخل مصر، وكانت تتردد على لسان السادات جملة دوماً بأن مصر يربطها ببريطانيا زواجاً كاثوليكياً لا طلاق فيه، وتمّ إتمام العمليّة بنجاح على يد حسين توفيق، وتم في ذلك الوقت الزج بالسادات في سجن الأجانب دون أن يتم توجيه أية عقوبة له.
وكان قد عاش أصعب أيام حياته في تلك الزنزانة؛ حيث إنّها لا تصلح للعيش الآدمي، وقام بتدمير جميع هذه السجون عندما تولّى حكم مصر، وتم الإفراج عن السادات في سنة 1948م، وكانت في ذلك الوقت نكبة فلسطين.
السادات مع الرئيس محمد نجيب
في عام 1941 دخل السجن لأوّل مرة أثناء خدمته العسكرية وذلك إثر لقاءاته المتكررة بعزيز باشا المصري الذي طلب منه مساعدته للهروب إلى العراق، بعدها طلبت منه المخابرات العسكرية قطع صلته بالمصري لميوله المحورية، غير أنه لم يعبأ بهذا الإنذار فدخل على إثر ذلك سجن الأجانب في فبراير عام 1942.
وقد خرج من سجن الأجانب في وقت كانت فيه عمليات الحرب العالمية الثانية على أشدها، وعلى أمل إخراج الإنجليز من مصر كثّف اتصالاته ببعض الضباط الألمان الذين نزلوا مصر خفيةً، فاكتشف الإنجليز هذه الصلة مع الألمان، فدخل المعتقل سجيناً للمرّة الثانية عام 1943م، لكنّه استطاع الهرب من المعتقل، ورافقه في رحلة الهروب صديقه حسن عزت.
وعمل أثناء فترة هروبه من السجن (عتالاً) على سيارة نقل تحت اسم مستعار هو الحاج محمد. وفى أواخر عام 1944 انتقل إلى بلدة أبو كبير بالشرقية ليعمل فاعلاً في مشروع ترعة ري، وفي عام 1945م ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية سقطت الأحكام العرفية، وبسقوط الأحكام العرفية عاد إلى بيته بعد ثلاث سنوات من المطاردة والحرمان.
كان قد التقى في تلك الفترة بالجمعيّة السرية التي قررت اغتيال أمين عثمان وزير المالية في حكومة الوفد ورئيس جمعية الصداقة المصرية – البريطانية لتعاطفه الشديد مع الإنجليز. وعلى أثر اغتيال أمين عثمان عاد مرّةً أخرى وأخيرة إلى السجن. وقد واجه في سجن قرميدان أصعب محن السجن بحبسه انفراديًا، وبعدم ثبوت الأدلة الجنائيّة سقطت التهمة عنه فأفرج عنه.
وفاة أنور السادات
تمّ اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات عندما كان يجلس لمشاهدة العرض العسكري المقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر؛ حيث كانت هناك ألعاب بهلوانيّة في السماء، وعلى الأرض العديد من العروض الاحتفاليّة.
عندما سار قائد طابور المدفعيّة هو ومن معه من راكبي الدراجات لتحية المنصة، توقّفت فجأة إحدى الدراجات وأصابها عطلٌ مفاجئ؛ ممّا أدّى إلى انشغال الناس بها وبالعروض، فاستغلّ خالد الإسلامبولي الموقف وسار بإحدى السيارات التي أوهم الناس بأنها تعطلت أيضاَ كالدراجة، واستخدم قناصه في إطلاق العديد من العيارات النارية ليصيب السادات.