معلومات عن أبو الأعلى المودودي ولد ابو الاعلى المودودي في رجب عام 1321هـ في مدينة جيلي بورة والتي تقع في ولاية حيد اباد في الهند، وفي ذلك الحين نشا المودودي في منزل مسلم واسرة ملتزمة بالاسلام وتعاليمه، وكان مشهورا عنها كثرة تدينها وثقافتها ومحافظتها، فقد كان ابوه واحدا من طلبة جامعة عليكره، حيث عمل مدرسا بعد تخرجه، ثم زاول وظيفة المحاماة، وبعد ان رزق بابنه ابي الاعلى المودودي، اعتزل الناس وتفرغ لشوون الدين، فعاش ابو الاعلى المودودي في ذلك الطقس العايلي الذي يفيض بالتقوى والايمان، حيث استلم المودوي تعليمه الاول في البيت وهذا نتيجة لـ رفض والده ارساله للمدارس الانجليزية، فقام بتدريسه اللغة العربية والفارسية وبعض العلوم الاخرى المهمة؛ كالفقه والحديث والقران الكريم ونحو ذلك.[١][٢]
اهتم والد ابي الاعلى المودودي ان ينشي ابنه على تعاليم الاسلام، فحرص على تلقينه روايات الانبياء والتاريخ الاسلامي، وكان يصحبه الى مجالس العلماء ورجال الدين، وبعد ان اشتد عود ابي الاعلى المودودي، درس في كلية دار العلوم في حيدر اباد حيث نال اعجاب اساتذته، ولكنه اضطر الى ترك الكلية نحو وفاة والده، ليعمل من اجل كسب لقمة العيش، فدخل ميدان الصحافة وكتب اول مقالاته في عمر لا يمر خمسة عشر عاما.[٢][٣]
بدا ابو الاعلى المودودي حياته المهنية بالعمل في الصحافة عام 1338هـ، حيث انتقل الى دلهي ليصير رييس تحرير جريدة المسلم، ثم جريدة الجمعيات الذي شغل فيها مركز وظيفي رييس تحريرها اكثر من عشرين سنة، ثم نجح فيما بعد باصدار مجلة خاصة به عام 1341هـ، واطلق عليها اسم ترجمان القران، وفي ذلك الحين ظلت المجلة في اصداراتها حتى عهدنا هذا، فكان يضطلع بـ ادارتها وتحريرها بمفرده بالاضافة الى اشرافه على طباعتها وارسالها للناس، وذلك ما جعل لمجلة ترجمان القران الاثر العظيم في انتشار الاسلام في الهند.[٣]
كذلك كان من انجازات ابي الاعلى المودودي، تاسيسه للجماعة التي حملت اسم الاسلامية في الهند عام 1360هـ، فعكف المودودي على ادارتها وقيادتها لفترة ثلاثين عاما، عمل فيها على الاصلاح الشامل لحياة المسلمين تشييد على الاسس الصحيحة للاسلام، وبعد استقلال باكستان انتقل المودودي الى لاهور واسس مكان الجماعة الاسلامية عام 1366هـ، وظل المودودي اميرا للجماعة الاسلامية الى ان استقال من منصبه كرييس للجماعة في عام 1392هـ، وهذا لاسباب صحية وليتمكن بعد هذا من التفرغ للكتابة والتاليف.[٣]
هذا وشهد للشيخ ابي الاعلى المودودي دوره وتاثيره في الحشود نحو قيام الحرب بين باكستان والهند عام 1385هـ، فعمل على شحذ الهمم ومساعدة المهجرين من الحرب، كما شاركت الجماعة الاسلامية في اقامة العديد من المراكز الطبية في ازار كشمير، وكان للمودودي مساهمات في مناشدة المسلمين الى الجهاد في طريق الله.[٢]
الف ابو الاعلى المودودي العديد من المولفات، فقد وصلت 120 مصنفا، نذكر ابرزها:[١]
اهتم ابو الاعلى المودودي بمرتكزات فكرية قد كانت الاساس التي تم بها تاسيس الجماعة الاسلامية، وهي:[١]
تعرض المودودي لكثير من الانتقادات، لكونه اكثر الرموز الاسلامية غلوا في التكفير في خطاباتها، ويظهر هذا جليا في كتابه المصطلحات الاربعة في القران، التي اورد فيها مصطلحات الدين، والرب، والعبادة، والاله، وقام بتحليلها على نحو مفصل، كما انتقد المودودي في كتابه الخلافة والملك، الخليفة الراشدي عثمان من عفان وارجع داع الثورة عليه في تصرفه باموال ومناصب المسلمين، ووجه انتقاداته للعديد من الصحابة كامثال؛ ابي سفيان، وسعد بن عبادة، ومعاوية بن ابي سفيان الذي اتهمه بالبدع.[١]
كما ان المودودي تعرض لحملة اراء ناقدة من التيار السلفي، وهذا نتيجة لـ ما صدر عنه في انتقاد الانبياء، فذكر في كتابه الشقيقان ان تنصيب النبي يوسف وزيرا للمالية كان على نحو دكتاتوري، يشبه دكتاتورية موسوليني في ايطاليا، وكما صرح كذلك في ذات الكتاب ان النبي نوح قد صدرت منه بعض السلوكيات الدالة على تقصيره في تبليغ الرسالة، كما انه خفف من اهمية صحيح البخاري، ورد الاحاديث الصحيحة الثابتة، كانكاره لاحاديث خروج الدجال، وحجته في هذا ان النبي محمد عليه السلام قد ظن بظهور الدجال في عهده او في زمن قريب، لكنه لم يتضح قرونا طويلة على جديد الرسول.[١]
تعرض الشيخ ابو الاعلى المودودي للاعتقال العديد من مرات في باكستان، واخر تلك الاعتقالات قد كانت حصيلة للعنف الطايفي والاحتجاجات الواسعة التي شهدتها البلاد في هذه الفترة، حيث انه وبعد ان اعتقل على نحو سريع تم الحكم عليه بالاعدام عام 1953م، الامر الذي ارتفع في قلق الامور على الارض وازدياد العنف والاحتجاجات المطالبة باسقاط الحكم عنه، فتم وقف الحكم والافراج عنه بعد ان قضى 25 شهرا في السجن.[٣]