معلومات عن ابن زيدون اشتهر الكثير من الشعراء في الاندلس، ومن الشعراء الاندلسيين المعروفين الذين امتازوا بالبراعة الشعرية ابن زيدون، وهو احمد بن عبد الله المخزومي الملقب بابن زيدون، يتبع ابن زيدون الى قبيلة بني مخزوم التي قد كانت لها مكانة مرموقة في الجاهلية والاسلام. ولد ابن زيدون في ضاحية الرصافة في قرطبة في الاندلس عام 394هـ -1003م في اخر ايام الخلافة الاموية في الاندلس، وكان من اعلام قرطبة وادبايها المعروفين.
كان لابن زيدون دور سياسي في الاندلس بالاضافة الى دوره الادبي واشعاره. فقد ابن زيدون والده في عمر الحادية عشرة، فتولى جده رعايته، ونشا ابن زيدون في عايلة واسعة الثراء، وكان محبا للادب والشعر، استلم العلوم على يد والده وجده ومشاهير العلماء في الاندلس.
كان ابن زيدون وزيرا لابن جهور صاحب قرطبة، وكان سفيره الى ملوك الطوايف في الاندلس بعد ان ساعده في اقامة الجمهورية الجهورية، الى ان قدرة الوشاة من الايقاع بينهم، وعلى راس هولاء الوشاة ابن عبدوس منافسه في حب ولادة، فالقاه ابو حزم ابن جهور في السجن الى ان قدرة من الهرب منه، قضى ابن زيدون مرحلة في قرطبة متخفيا بين منازلها الى ان عفي عنه.
انتقل ابن زيدون بعدها الى اشبيلية عام 441هـ، وكان المعتضد بن عباد حاكما عليها في وقتها، وكان شاعرا، اعلى المعتضد من شان ابن زيدون وادناه منه، والقى اليه بمقاليد وزارته وعهد اليه بالكتابة؛ فكان صاحب السيف والقلم في الجمهورية الاشبيلية. قضى ابن زيدون عشرين عاما وزيرا ومستشارا في بلاط المعتضد، الى ان تولى الحكم بعده ابنه الموثوق الذي ارتفع في اكرام ابن زيدون وابقاه في منصبه، وتمكن الموثوق من استرداد قرطبة ونقل ترتيب حكمه اليها، بتزيين من ابن زيدون وهمته، فعاد ابن زيدون مع حكومة المعتضد الى قرطبة مسقط راسه، وابقى فيها باقي عمره الى ان مات في اشبيلية عام 1071م – 463هـ عن عمر يناهز 68 عاما، وهو في سبيله لاخماد ثايرة من العامة عكس اليهود في اشبيلية بعد انجاز مهمته.
عرف ابن زيدون بحبه القوي لولادة فتاة المستكفي، وفي ذلك الحين ذكرها في العديد من قصايده، وولادة فتاة المستكفي هي ابنة الخليفة الاموي المستكفي بالله في الاندلس، وامها جارية اسبانية، قد كانت من اروع الشعراء في زمانها، وبرعت في الادب والشعر، حولت دارها بعد مقتل والدها وزوال الخلافة الاموية في الاندلس الى ملتقى ادبي، ومجلس للشعراء والادباء يتحدثون فيه عن شوون الادب والشعر، وكان ابن زيدون من رواد ذلك المجلس، وفي ذلك الحين احبها ابن زيدون حبا شديدا، الا ان ذلك الحب لم يدم كثيرا، ولم تدم ايام الصفا بينهم وقتا طويلا، فحصل بينهم الجفا والفراق، ولم تتزوج ولادة من احد ابدا.
يحتل شعر الغزل ثلث شعر ابن زيدون، ويتميزغزله بالعاطفة القوية والمشاعر المتدفقة، وفي ذلك الحين احتل وصف الطبيعة والمدح والرثاء نصيبا من قصايده، وقد كانت اللوعة والاشتياق لقرطبة ومحبوبته ولادة باديتان في قصايده، وفي ذلك الحين اشتهر شعره بالبساطة واستخدام التراكيب الشعرية البسيطة. من اشهر قصايده القصيدة النونية التي ارسلها الى محبوبته ولادة بعد فراره من السجن الى اشبيلية، وهي قصيدة طويلة نذكر منها:
اضحى التنايي خلفا من تدانينا
الا وفي ذلك الحين حان صبح البين، صبحنا
ان الزمن الذي مازال يضحكنا
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا
ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا
لابن زيدون برقية تهكمية كتبها على لسان ولادة لابن عبدوس الذي كان ينافسه في حبها.قال فيها: (اما بعد، ايها الجريح بعقله، المورط بجهله، البين سقطه، الفاحش غلطه، العاثر في ذيل اغتراره، الاعمى عن شمس نهاره، الساقط وقوع الذباب على الشراب، المتهافت تهافت الفراش الى الشهاب، فان العجب اكذب، ومعرفة المرء ذاته اصوب). له قصيدة يذكر بها ولادة وهو في الزهراء، صرح في مطلعها:
اني ذكرتك بالزهراء مشتاقا
وللنسيم اعتلال في اصايله
الروض عن ماية الفضي مبتسم
(1)