كيفية علاج تكسر صفائح الدم قلة صفائح الدم هي حالة يكون فيها عدد صفائح الدم منخفض، والصفائح الدموية هي الخلايا المسؤولة عن تجلّط الدم، إذ تعمل على وقف النزيف عن طريق التجمّع والتراكم لتشكل صفيحات تعمل على غلق مكان النزيف، ويحدث تكسر صفائح الدم غالبًا نتيجةً لمرض معين، مثل: أمراض سرطانات الدم واللوكيميا وأمراض المناعة الذاتية، كما يمكن أن يكون تكسر الدم من الأعراض الجانبية لدواء معين، ويمكن أن يؤثر هذا المرض على كافة الأعمار دون استثناء، كما يمكن أن يكون حالةً طبيعية ولا تشكل أي تهديد حقيقي، أو أن يكون مرضًا خطيرًا ويهدد الحياة بسبب النزيف الداخلي المحتمل.

أسباب تكسر صفائح الدم

إذا انخفض عدد صفائح الدم إلى أقل من المستوى الطبيعي، فإن الحالة تسمى نقص الصفيحات الدموية، وفي الوضع الطبيعي تتواجد الصفيحات الدموية بمستوى 150,000 إلى 450,000 صفيحة لكل ميكرولتر من الدم، ونظرًا لأن مدة حياة الصفيحة حوالي 10 أيام فقط، يقوم الجسم بشكل مستمر بتجديد إمدادات الصفائح الدموية عن طريق إنتاج صفيحات جديدة في نخاع العظم، ويمكن أن يتوارث نقص الصفيحات أو أن يكون ناتجًا عن عدد من الأدوية أو الحالات المرضية، وأيًا كان السبب، يتم تقليل الصفائح الدموية من خلال واحدة أو أكثر من العمليات الآتية:¹⁾

• محاصرة الصفائح الدموية في الطحال: الطحال هو عضو صغير في الجانب الأيسر من البطن، يعمل على تنقية الدم من الخلايا منتهية الصلاحية كما يلعب دورًا مهمًا في جهاز المناعة، كما قد يقوم الطحال المتضخم -الذي يمكن أن يحدث بسبب عدد من الاضطرابات- على تدمير الكثير من الصفائح الدموية، مما يتسبب في انخفاض عدد الصفائح الدموية في الدورة الدموية.
• انخفاض إنتاج صفائح الدم: يتم إنتاج الصفائح الدموية في نخاع العظم، وفي حال نقص الإنتاج، فقد يصاب المريض بنقص الصفيحات، أما العوامل التي يمكن أن تقلل إنتاج الصفيحات فتشمل:

1. سرطان الدم.
2. بعض أنواع فقر الدم.
3. الالتهابات الفيروسية، مثل التهاب الكبد C أو فيروس نقص المناعة البشرية.
4. أدوية العلاج الكيميائي.
5. الاستهلاك الثقيل للكحول.

• تكسر صفائح الدم: يمكن أن تسبب بعض الحالات تكسر صفائح الدم بسرعة أكبر من سرعة إنتاجها، وهذا بدوره يؤدي إلى نقص في الصفائح الدموية في مجرى الدم، وتتضمن هذه الحالات ما يأتي:

1. الحمل: عادةً ما يكون نقص الصفيحات الناجم عن الحمل معتدلًا ويتحسن بعد الولادة مباشرة.
2. نقص الصفيحات المناعي: يحدث هذا النوع من أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي، والذي يهاجم فيه نظام المناعة في الجسم عن طريق الخطأ ويدمر الصفائح الدموية، وفي حال عدم معرفة السبب الدقيق لهذه الحالة، يطلق عليها فرفرية نقص الصفيحات الأساسية، ويؤثر هذا النوع في كثير من الأحيان على الأطفال.
3. تسمم الدم البكتيري: قد تؤدي العدوى البكتيرية الشديدة التي تنتشر في الدم -تجرثم الدم- إلى تدمير الصفائح الدموية.
4. فرفرية نقص الصفيحات التخثرية: وهي حالة نادرة تحدث عندما تتشكل جلطات الدم الصغيرة فجأة في جميع أنحاء الجسم، الأمر الذي يستهلك أعداد كبيرة من الصفائح الدموية.
5. متلازمة انحلال الدم اليوريمي: يؤدي هذا الاضطراب النادر إلى انخفاض حاد في الصفائح الدموية، بالإضافة إلى تدمير خلايا الدم الحمراء وضعف وظائف الكلى، وفي بعض الأحيان يمكن أن يحدث ذلك بالتزامن مع الإصابة ببكتيريا العصية القولونية، والتي يمكن الإصابة بها نتيجة تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدًا.
6. بعض الأدوية: يمكن أن تقلل بعض الأدوية من عدد الصفائح الدموية في الدم، ففي بعض الأحيان يتسبب أحد الأدوية بخطأ في الجهاز المناعي يؤدي إلى تدمير الصفائح الدموية، وتشمل الأمثلة الهيبارين والكينين والمضادات الحيوية المحتوية على السلفات ومضادات الاختلاج.

أعراض تكسر صفائح الدم

تظهر أعراض انخفاض عدد الصفائح الدموية عند وصولها لمستويات منخفضة للغاية، فيما لا تظهر أي أعراض للانخفاض الخفيف في عدد الصفائح، وإذا كان العدد منخفضًا بما يكفي لإحداث نزيف عفوي، فقد يلاحظ الفرد نزيفًا صغيرًا يخلق بقعًا حمراء صغيرة مستديرة داكنة على الجلد تدعى “نمشات”، كما يمكن اندماج العديد من النمشات لتشكيل طفح جلدي يشبه الكدمات يسمى فرفرية، ويمكن أن يتسبب تكسر صفائح الدم المناعي أيضًا في نزف اللثة أو الأنف بدون سبب ووجود دم في البول أو البراز، وفي هذه الحالات، تكون أعداد الصفيحات أقل من 20,000 لكل ميكرولتر.²⁾

تشخيص تكسر صفائح الدم

سيقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة وإجراء الفحص البدني، وقد تغطي الأسئلة الأعراض والتاريخ العائلي والأدوية، كما سيقوم الطبيب بفحص الطفح الجلدي والرضوض، ويعتمد التشخيص على نتيجة فحص عدد صفائح الدم المخبري، والذي يظهر التركيز الدقيق للصفائح الدموية في الدم، ومن المرجح أن يقوم الطبيب بإجراء اختبارات دم أخرى في نفس الوقت قد تشمل:³⁾

• اختبار نخاع العظام.
• تعداد دم كامل CBC.
• اختبار لطاخة الدم، الذي تختبر فيه الصفائح الدموية تحت المجهر.
• فحوصات الدم الأخرى لتقييم تخثر الدم.
• قد يحتاج بعض الأشخاص إلى أخذ عينة من نخاع العظام، والذي يتم عبر أخذ سوائل من النخاع من خلال إبرة، وهو ما يسمى بخزعة نخاع العظم.

علاج تكسر صفائح الدم

قد لا يتطلب انخفاض صفائح الدم المعتدل علاجًا، أما بالنسبة لتعداد الصفيحات المنخفض بما يكفي لإحداث تأثيرات جسدية، فسيقوم الطبيب بمعالجة السبب مباشرةً، وبالنسبة لحالات تكسر صفائح الدم المناعي، فقد يشمل العلاج عقاقير مثبطة لجهاز المناعة مثل عقار ستيرويدي يسمى بريدنيزون، وفي الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري نقل الدم، وإذا لم تكن هناك زيادة في عدد الصفائح الدموية بعد عام من بدء العلاج، فقد يقوم الجراح بإزالة الطحال في إجراء يسمى استئصال الطحال، ويمكن معالجة الأشخاص الذين يعانون من أعراض شديدة القسوة أو طارئة من انخفاض عدد الصفائح الدموية عن طريق نقل الدم الغني بالصفائح الدموية.⁴⁾

التعامل مع تكسر صفائح الدم

لا يوجد طريقة تضمن الوقاية من الإصابة بتكسر صفائح الدم، ولكن في حال الإصابة فهناك بعض التدابير التي يمكن العمل بها لتحاشي تفاقم الحالة المرضية، وتشمل ما يأتي:⁵⁾

• تجنب الرياضات العنيفة.
• تجنب الأنشطة ذات المخاطر العالية للنزيف أو الكدمات.
• الحد من استهلاك الكحول.
• وقف تناول أو تبديل الأدوية التي تؤثر على الصفائح الدموية، بما في ذلك الأسبرين والأيبوبروفين.