التخلص من ظاهرة التسول انتشرت ظاهرة التسول في مجتمعاتنا العربية والاسلامية على نحو عظيم في الاونة الاخيرة، ولا شك بان تلك الحالة المجتمعية السلبية توشر على وجود عدد من المشكلات الاجتماعية والاخلاقية في مجتمعاتنا، والتي سببت وجود مثل تلك الظاهرة، فما هي عوامل التسول؟ وما هي نظرة الشريعة الاسلامية الى تلك الظاهرة؟ وما السبل الكفيلة بالقضاء عليها؟.
لان الشريعة الاسلامية شريعة شاملة، ولم تغفل معالجة اي قضية من قضايا المجتمع المسلم، ومن بينها ظاهرة التسول وسوال الناس، فقد وضع النبي عليه العلاقات والسلام منهجا واضحا يحكم على تلك الحالة المجتمعية حينما حث على مناشدة الرزق بالسعي والكد والعمل بعيدا عن التوقف والتواكل على الغير، وفي الجديد النبوي الشريف: (لان يحتطب احدكم حزمة على ظهره، خير من ان يسال احدا، فيعطيه او يمنعه) [صحيح البخاري]، كما تتم عن صورة من يسال الناس كثيرا في الدنيا حين قال: (لا تزال المسالة باحدكم حتى يلقى الله، وليس في وجهه مزعة لحم) [صحيح مسلم].
القضاء على ظاهرة التسول يستدعي تضافر جميع فيات المجتمع من افراد وموسسات وسلطات، كل على حسب مسوولياته، فالفرد عليه مسوولية ذاتية في ان يحاول للعمل حتى لو كان ذلك الشغل متعبا او لا يناسب موهلاته، وعلى الشركات المختلفة؛ ومنها: الشركات الدينية، والعلماء، والدعاة مسوولية زيادة وعي المجتمع بخطورة تلك الحالة المجتمعية وسلبياتها، وعلى الحكومة ان تقوم بمسوولياتها كذلك في القضاء على تلك الحالة المجتمعية من اثناء تنشيط حاوية الزكاة الذي يسد حاجات المعدمين والمساكين، والقبض على العصابات التي تقف وراء المتسولين الصغار.