كيفية القضاء على الاكتئاب عند الأطفال الاكتئاب بشكل عام هو مرض يُصيب جسم الإنسان ومزاجه وأفكاره، ويؤثر على نومه وشهيَّته، كما يؤثر على شعوره تجاه الأشخاص وفكرته عن الأشياء. وبالتالي يُمكن تعريفه باعتباره حدوث تغيُّر حاد في مزاج الشخص يؤثر على جميع جوانب مهامه الحياتية اليوميَّة.
قد يظن البعض أن الاكتئاب يقتصر على الكبار فقط، وأنَّ الأطفال لا شأن لهم بتلك الاضطرابات النفسية والمزاجيَّة القاسيَة. لكن الحقيقة أن الإصابة بالإكتئاب لا تقتصر على مرحلة عُمريَّة دون أخرى. فهو يُصيب الأطفال والكبار على حد سواء. وقد أشارت بعض الإحصاءات أن حوالي 3000 مراهق ينتحرون سنويًّا في الولايات المُتحدة ممن تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 24 بسبب الاكتئاب.
اكتئاب الأطفال ليس له سبب مُحدد، ولكنه يرتبط من الناحية البيولوجيَّة بنقص إفراز مادة السيروتونين في المخ. ويزيد معدَّل إصابة الفتيات به أكثر من الأولاد.
أما بالنسبة للعوامل النفسية التي تُزيد من احتمال إصابة الأطفال بالاكتئاب فهي؛ فقد الثِّقة بالنفس ونقد الذات بشدة والشعور بانعدام القيمة، بالإضافة إلى الأطفال الذين يُعانون من القلق المرضي أو صعوبات التعلُّم أوصعوبات في الاندماج والمشاركة في الأنشطة الاجتماعيَّة.
وقد يُصاب الأطفال بالاكتئاب أيضًا نتيجة للضغوط أو الصدمات النفسيَّة، كالتحرُّش الجنسي أو وفاة شخص مُقرَّب أو انفصال الأبوين. كما يُعتبر الفقر والعزلة الاجتماعية وحدوث المشاكل والصراعات أمام الطفل بيئة خصبة لإصابته بالاكتئاب.
وبالطبع لا يُمكن إغفال الجانب الوراثي؛ إذ أن الطفل الذي يُعاني أحد أفراد عائلته من الاكتئاب، يكون أكثر عُرضه للتعرض له في أي مرحلة من مراحل حياته.
لا يُمكن اعتبار حالة الحزن الطارئة التي تمر على الطفل اكتئاب طالما أنها لم تستمر أكثر من يوم أو اثنين. إذ أنَّ الاكتئاب الحقيقي تمتد أعراضه لأسابيع وشهور وربما لسنوات إن لم يُعالج.
ويَظهر الاكتئاب عادة في صورة عدم قدرة الطفل المريض على تأديَة أنشطته اليوميَّة؛ مثل النهوض من السرير وتغيير الملابس والذهاب إلى المدرسة والمشاركة في الألعاب والأنشطة المدرسية، بالإضافة إلى وضوح سوء الحالة المزاجيَّة، وعدم القدرة على الاستمتاع بأي شيء. وفي حالة استمرار خمسة من هذه الأعراض لمدة أسبوعين متواصلين، يكون الطفل مُصابًا بالاكتئاب:
وتقع على عاتق الأهل وخاصَّة الوالدين مسئولية متابعة الأطفال. وفي حالة شعورهم أن الطفل يُعاني من الاكتئاب، عليهم التوجُّه فورًا إلى أخصائي نفسي ليتَّخذ الإجراء اللازم مع الطفل، ويساعده على تجاوز هذه الأزمة، إما عن طريق الجلسات النفسية أو الأدوية العلاجية أو كليهما معًا.