طريقة علاج ارتفاع هرمون الحليب يتم إفراز البرولاكتين أو هرمون الحليب من الغدّة النّخامية في الدماغ -وهي الغدّة المسؤولة عن عمل معظم غدد الإنسان الإفرازية وتسهم في تنظيم هرمونات الجسم بشكل أساسي-، ويُدعى أيضًا هرمون الحليب باسم PRL كاختصار له أو الهرمون المحفّز لإنتاج الحليب، فهو المسؤول الرئيس عن إنتاج الحليب عند المرأة بعد الولادة، هذا ورغم أنّه مسؤول عن شيء أنثوي بحت فإنّه يلعب أدوارًا هامّة عند الرجل أيضًا، فهو ينظم الصحة الإنجابية والتكاثرية عند الرجل والمرأة، وقياسه يستخدم لمعرفة درجة الإشباع الجنسي عند الجنسين، كما يمكن لقياس هذا الهرمون أن يدل على عدة أمراض ومشاكل هرمونية أخرى. 1)
يعتبر حليب الأم هو الغذاء الأفضل لكل رضيع بدون منازع، ولكل رضيع ما يناسبه من المكونات في حليب أمّه، فهو يحتوي على الكمية المثلى من الدهون والسّكر والماء والبروتين والمعادن التي يحتاجها الرضيع، ولذلك فهو سهل الهضم والتناول، ولكن يجب التنويه إلى أنّ حليب الأم يمكن ألّا يكون مثاليًا عند المولودين قبل تمام الحمل، فجهاز الهضم لا يكون بالنضج الكافي لتحمل جميع مكونات حليب الأم فبالتالي يمكن أن يصابوا ببعض المشاكل الهضمية لاحقًا، هذا ويحتوي حليب الأم على الأضداد التي تحمي الرضيع من الفيروسات والأمراض التي تعرضت لها الأم مسبقًا، ولذلك فهو ضروري جدًا لتعزيز مناعة الرضيع خصوصًا في أشهره الأولى حتّى يشكّل مناعته الخاصة به، ولذلك يحمي حليب الأم رضيعها من مشاكل طبّية وإنتانية كثيرة من ضمنها: التهابات الأذن وبعض أمراض الحساسية ونقص الفيتامينات والإسهال والسّكري نمط II وغيرها، ويمكن القول أن حليب الأم شبه مثالي للرضيع ولكنّه يحتاج إلى بعض التعزيزات مثل فيتامين D والذي يصفه الطبيب عادة لتعويضه بعد الولادة. 2)
يمكن لحليب الأم أن يقدّم المكونات الغذائية المثالية للرضيع، فهو يحتوي على مزيج من الفيتامينات والبروتينات والدّهون وكل ما يحتاجه الرضيع للنمو، وكل ذلك مقّدم إلى الرضيع بشكل يستطيع هضمه دون مشاكل، كما يحتوي حليب الأم -كما تم الحديث سابقًا- على الأضداد التي تساعد في تعزيز مناعة الرضيع، وهو يخفض من احتمالية إصابة الرضيع بالرّبو وحساسيات الجسم المختلفة، وخصوصًا الرضّع المعتمدين بشكل مستقل على حليب الأم لأول 6 أشهر من حياتهم، كما تم ربط الرضاعة الطبيعية مع معدّل أعلى من الذكاء أو IQ في مراحل الطفولة اللاحقة، وكذلك تساعد الحميمية التي تحدث بين الأم ورضيعها عن طريق التلامس بين بشرتيهما على تعزيز العلاقة بينهما، وللتواصل العيني بين الرضيع وأمه دور كبير في تقوية صلة الربط معها وزيادة إحساسه بالأمان، كما أنّه على الأرجح فإنّ الرضّع بحليب طبيعي يحصلون على زيادة وزن مثالية مع تقدّمهم بالعمر، كما تقي الرضاعة الطبيعية من إمكانية حدوث متلازمة موت الطفل الرضيع المفاجئ أو SIDS، وقد يلعب حليب الأم في وقاية الطفل من السّكري والسّمنة وبعض السرطانات. 3)
يمكن لزيادة البرولاكتين أن تقوم بتأثيرات مشتركة بين الرجل والمرأة، إلا أن فرط البرولاكتين قد يُحدث تغيرات تلاحظ عند أحد الجنسين دون الآخر وذلك نظرًا لاختلاف الطبيعة الجسدية بينهما، فارتفاع هرمون الحليب يؤدى إلى حدوث اضطرابات على مستوى الجهاز التكاثري عند الجنسين، وبشكل عام يمكن أن تحدث التأثيرات التالية عند الأنثى في حال فرط البرولاكتين عندها: 4)
ويمكن لزيادة هرمون الحليب عند الرجل أن يقوم بالتأثيرات الآتية:
أمّا بالنسبة للتأثيرات المشتركة بين الجنسين فيمكن أن تُحدث زيادة إفراز البرولاكتين ما يأتي:
يمكن أن يرتفع هرمون الحليب بشكل طبيعي وسليم ضمن الحمل وبعد الولادة أثناء الإرضاع، ولكن يمكن أن يرتفع البرولاكتين نتيجة لعدّة أسباب أخرى منها: القمه العصبي وأمراض الكبد والكلية وقصور الدرق، حيث إنّ قصور الدرق يمكن أن يسبّب ضخامة في الغدّة النخامية لتعزيز إفراز الهرمون المنبّه للدرق TSH، ممّا قد يسهم في زيادة إفراز البرولاكتين، كما يمكن أن يرتفع البرولاكتين نتيجة لأسباب ورمية في النخامى، وهذه الأسباب قد يتم علاجها دوائيًا أو جراحيًا بحسب الحالة المرضية، ويمكن لبعض الأدوية أن ترفع من نسبة البرولاكتين، من هذه الأدوية منها ما هو النفسي كالريسبيريدون والهالوبريدول، ومنها ما هو غير ذلك كالميتوكلوبراميد -وهو من الأدوية المضادة للإقياء-، ويمكن أن تلعب بعض المحرّضات الأخرى دورًا في رفع مستوى هرمون الحليب، كانخفاض سكّر الدم والممارسات الرياضية العنيفة والانزعاجات النفسية -حتّى الخفيف منها-، ولذلك يمكن أن يساعد ضبط سكر الدم وتخفيف التوتّر النفسي في المحافظة على مستويات جيدة من البرولاكتين. 5)
يتم قياس هرمون الحليب في الدم عن طريق تحليل دموي بسيط في المخبر أو المستشفى، ولا يحتاج تحليل مستوى البرولاكتين لأي إجراء قبل الذهاب إلى المخبر، كالصيام أو ما شابه، وعند وصول النتائج يمكن معرفة ما إذا كان البرولاكتين طبيعيًا أم لا، فالقيم الطبيعية لهرمون الحليب في الدّم تكون على الشكل الآتي: 6)
يمكن أن يترافق ارتفاع هرمون الحليب مع بعض الاختلاطات التي تصبح خطيرة جدًا عند عدم علاجها أو الاكتراث لها، فبحسب السبب المؤدّي لحدوث ارتفاع هرمون الحليب قد تم تصنيف بعض الاختلاطات كما يأتي: 7)