معلومات عن صلاح الدين الأيوبي هو أحد القادة المسلمين العظام الذي له أيادٍ بيضاء على المسلمين إلى يوم يبعثون، فهو الذي كافح الحملات الفرنجية على بيت المقدس، وهو الذي انتصر على هذه الجيوش الجرارة القادمة من الغرب في العديد من المعارك التاريخيّة الهامّة والحساسة والتي غيّرت مجرى التاريخ.
ولد صلاح الدين الأيوبي في العام خمسمئة واثنين وثلاثين من الهجرة الموافق للعام ألف ومئة وثمانية وثلاثين ميلادية، وقد كانت ولادته على أرض العراق، وتحديداً في مدينة تكريت.
صلاح الدين قائد عسكري لا يشقّ له غبار، وهو من وحد الأراضي المصرية، والشامية، والحجازية، واليمنية، والتهامية معاً في دولة واحدة، وفي ظل الحكم العباسيّ، وذلك بعد أن استطاع استئصال الخلافة الفاطميّة والتي استمرّت لمدّة تزيد على القرنين ونصف تقريباً، وقبل أن يتوفّى صلاح الدين كان قد استطاع تحرير معظم الأراضي الفلسطينيّة، واللبنانيّة وذلك بعد أن استطاع هزيمة الفرنجة في معركة حطين الخالدة.
صلاح الدين الأيوبي كان من متصوّفاً، وقد كان سنيّ المذهب، قادريّ الطريقة، وقد كانت طريقته في التديّن دافعاً له لتحرير الأراضي المغتصبة وإعادتها إلى مكانها الأصلي، واشتهر صلاح الدين الأيوبي بتسامحه، ورحمته وعفوه، وتعامله الإنساني مع الآخر أياً كان، ومن هنا فقد نالت هذه الشخصيّة العظيمة احتراماً من كلا العالمين الشرقي والغربي، كما أنّه استطاع أن ينال إعجاب، واحترام خصومه وأعدائه كريتشارد قلب الأسد، وقد تحول هذا القائد في نظر الأوروبيّين إلى رمز للشجاعة والفروسية.
الحديث عن حقبة صلاح الدين يسير دائماً في ذات الخطوات، حيث يتناول القصّاصون دائماً تلك الفترة الحساسة من التاريخ بالحديث عن الحروب الفرنجية ومن ثمّ الحديث عن عماد الدين، فنور الدين، فصلاح الدين، والعرب والمسلمون اليوم وفي ظل الاحتلال الصهيونيّ للأراضي الفلسطينيّة المقدّسة ويطمحون إلى أن يولد بين ظهرانيهم قائد مخلص يأتي فيقود الجيوش الجرارة، ويطرد الصهاينة من بيت المقدس، ويعيدها إلى حياض العرب والمسلمين، وفي الحقيقة أنّ هذه الطريقة في التفكير، وهذه الطريقة في عرض تلك الفترة الحساسة هي سبب توالي النكبات على العالمين العربيّ والإسلاميّ، فالأمّة اليوم ينخر الدود في جسدها، والكيان المسخ تعرف ما هو إلا عرض لمرض، ومن هنا فإنّ التاريخ بإمكانه أن يقوِّم نظرتنا إلى واقعنا، ويجعلنا قادرين على تلمّس الطريق لإيجاد الحلول الناجعة وفق ما يقتضيه زماننا وعصرنا.
الأسلوب السابق جعل إنجازات الأمة في فترة الحروب الفرنجية مبتذلة في عقول أبناء الأمة، فحقيقة الأمر أنّ صلاح الدين لم يكن إلا الرجل الذي حمل السيف الذي أتى على الفرنجة، فقد سبق صلاح الدين بحركات إصلاحيّة حقيقيّة عملت على إصلاح الأمة وتنويرها، وعلاج و دواء الأمراض التي نخرت في جسدها، باختصار يمكن القول أنّ السيف الذي حمله صلاح الدين أسهمت الأمّة كلّها في صناعته ابتداءً من لحظة دخول الفرنجي الأول إلى أن صار صلاح الدين قادراً على حمله، وأول من بدأوا بصناعته هم علماء الدين الإصلاحيّون الذين قيّضهم الله تعالى للأمة في تلك الفترة، ولولا الحركات الإصلاحية التي قامت في الأمة طيلة أعوام عديدة لما سمعنا بصلاح الدين، ولما وجدت إسرائيل لأنّنا سنكون خاضعين للفرنجة إلى يومنا هذا.