طرق علاج مرض السل السل Tuberculosis هو مرض تسببه بكتيريا يطلق عليها اسم المتفطرة السُلية، وعادةً ما تهاجم البكتيريا الرئتين، في حين أنها من الممكن أن تهاجم أيضًا أجزاء أخرى من الجسم، وتنتشر بكتيريا السل في الهواء عندما يُصاب الشخص بالسل الرئوي ويبدأ بالسعال أو العطاس أو المحادثات الشخصية التي يكون فيها الأشخاص أقرب ما يكونون لبعضهم البعض، ويعتبر الأشخاص الذين يعانون من ضَعف المناعة هُم الأكثر عُرضةً للإصابة بمرض السل، ويعرض هذا المقال أنواع مرض السل وأعراض وأسبابه وسبل التشخيص والعلاج الممكنة.
يقسم المجتمع الطبي أنواع مرض السل إلى نوعين أساسيين اعتمادًا على نشاط المرض من عدمه، وهما السل الكامن والسل النشط، ويُعتَقد أن حوالي ثلث سكان العالم مصابون بالسل الكامن، مع وجود احتمال ضئيل بنسبة 10٪ بأن يصبح السل الكامن نشطًا، ويكون هذا الخطر أعلى بكثير لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، أي الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو سوء التغذية أو المدخنين، ويؤثر مرض السل على جميع الفئات العمرية في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك فإن المرض يؤثر في الغالب على الشباب والأشخاص الذين يعيشون في البلدان النامية، وفي عام 2012 تبين أن 80% من حالات السل المُبَلغ عنها حدثت في 22 بلدًا من البلدان النامية فقط، وفيما يأتي نبذة عن أنواع مرض السل حسب التصنيف المتداول بين الأطباء:1)
على الرغم من أن البكتيريا المسببة للمرض تكون موجودة في الجسم في جميع أنواع مرض السل وحالاته، ولكن يمكن لجهاز المناعة أن يحول دون الإصابة بالمرض، ولهذا تنقسم الأعرض حسب أنواع مرض السل كما يأتي:2)
في فترة خمول المرض لا يكون هناك أي أعراض على المريض، وذلك لعجز البكتيريا عن مهاجمة أعضاء الجسم بفضل الحماية التي يؤمنها جهاز المناعة للجسم.
في حالة نشاط المرض، تهاجم بكتيريا السل الرئتين لتسبب ضررًا بالغًا في النسيج الرئوي ينتج عنه الأعراض الآتية:
يصنف البعض أنواع مرض السل حسب العضو المصاب، إذ قد يصيب السل أعضاءً أخرى غير الرئة في الجسم، بما في ذلك الكليتين والدماغ والعمود الفقري والعظام، وعند الإصابة بالسل غير الرئوي، تختلف العلامات والأعراض باختلاف العضو المصاب، فمثلًا، يتسبب السل العظمي بألم حاد في العظام المصابة، بينما يتسبب السل الدماغي بأعراض ذهانية وعصبية مختلفة مثل: الهلوسات والصداع وغيرها.
تتسبب البكتيريا المتفطرة السُلية بمرض السل، وهناك مجموعة متنوعة من سلالات السل البكتيرية والتي أصبح بعضها مقاومًا للأدوية، وتنتقل بكتيريا السل من خلال الرذاذ الخارج من فم الإنسان، فعندما يخرج هذا الرذاذ من فم شخص مصاب يمكن لشخص آخر قريب منه استنشاقه، ولذلك يمكن للبكتيريا السلية الانتقال عبر التنفس أو السعال، كما من الممكن للبكتيريا المنتقلة أن تسبب أنواع مرض السل الاثنين على حد سواء، ويمكن للسل الكامن أن يتحول الى النشط مع الوقت، أو بشكلٍ أخص في الوقت تنخفض فيه مناعة الجسم.3)
تزداد فرصة الإصابة بمرض السل في حالات معينة، مثل تلك التي تسبب ضعف المناعة الجهازية أو العوامل البيئية المختلفة، وتشمل عوامل خطر الإصابة بمرض السل ما يأتي:4)
لا بد من تشخيص مرض السل بأسرع طريقة ممكنة لما لذلك من تأثير على سرعة العلاج، وذلك أيضًا لمحاولة الحد من انتشار البكتيريا المسببة للمرض، وتشمل الفحوصات والاختبارات التشخيصية ما يأتي:5)
بسبب الخطورة البالغة لمرض السل، يمكن أن يكون مميتًا في حال ترك دونما علاج، لكن تكون فرصة الوفاة ضئيلة جدًا في حال تلقى المريض العلاج المناسب والتام للحالة، ولا يحتاج معظم المرضى إلى علاج داخل المستشفى كما يعتقد الكثيرون، وفيما يأتي تفاصيل علاج أنواع مرض السل المختلفة:6)
يتم علاج مرض السل الرئوي النشط بالالتزام بأخذ عدد من المضادات الحيوية لمدة ستة أشهر، وغالبًا ما يكون المريض معديًا خلال الفترة الأولى من العلاج، وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع قبل أن يشعر المريض بتحسن، ويعتمد طول الوقت بالضبط على الصحة العامة للمريض وشدة مرض السل، وبعد تناول المضادات الحيوية لمدة أسبوعين يصبح المريض غير مُعدٍ للأخرين، ومع ذلك فإنه من المهم الاستمرار في تناول الأدوية تمامًا كما هو مقرر وإكمال الدورة الكاملة للمضادات الحيوية، إذ يعتبر تناول الدواء لمدة ستة أشهر أفضل طريقة لضمان قتل بكتيريا السل، فإذا توقف المريض عن تناول المضادات الحيوية قبل إتمام الدورة أو تخطى جرعة ما، قد تصبح بكتيريا السل مقاومة للمضادات الحيوية، ويعتبر هذا الأمر خطير للغاية لأنه قد يكون من الصعب علاجه وسوف يتطلب مسارًا أطول للعلاج باستخدام علاجات مختلفة وربما أكثر سُمية، وتشمل خطة علاج السل النشط ما يأتي:
يمكن علاج مرض السل الذي يحدث خارج الرئة باستخدام نفس المزيج من المضادات الحيوية كتلك المستخدمة لعلاج السل الرئوي، وإذا كان الشخص مصابًا بمرض السل في مناطق مثل: الدماغ أو الكيس المحيط بالقلب –التامور-، فقد يتم وصف الستيرويدات مثل عقار البريدنيزولون، لعدة أسابيع ليتناوله المريض في فترة العلاج الأولى إلى جانب المضادات الحيوية، حيث سيساعد ذلك على تقليل الالتهاب في المناطق المصابة، وكما هو الحال مع مرض السل الرئوي، فمن المهم أخذ العلاج كاملًا كما هو مقرر وإنهاء الدورة بأكملها حتى لو شعر المريض بتحسن في حالته الصحية.
إذا كان المريض يعاني من مرض السل الكامن، فعادةً ما ينصح بالعلاج، ولكن يستوجب التنويه إلى أنه يمكن للمضادات الحيوية المستخدمة لعلاج السل أن تتسبب في تلف الكبد خاصةً لدى كبار السن، وإذا كان تلف الكبد مصدر قلق، فسوف يناقش الفريق الطبي الحالة المرضية من حيث أولوية الحفاظ على الكبد خاصةً في المرضى الذين لديهم عوامل خطورة للإصابة بأمراض الكبد، وأيضًا لا يُعالج السل الكامن دائمًا إذا كان يعتقد أن البكتيريا مضادة للأدوية، فإذا كانت هذه هي حالة المريض يتم مراقبته بانتظام للتحقق من أن عدم نشاط الإصابة، ويوصى باختبار وعلاج السل الكامن للأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج من شأنه إضعاف جهاز المناعة لديهم، مثل الستيرويدات طويلة الأمد، أو العلاج الكيميائي أو المثبطات البيولوجية مثل مثبطات TNF، وذلك لأنّ هناك نسبة عالية من خطر أن يتحول مرض السل الكامن الى النشط، ويشمل علاج السل الكامن عادةً إما أخذ مزيج من ريفامبيسين وإيزونيازيد لمدة ثلاثة أشهر، أو أيزونيازيد بمفرده لمدة ستة أشهر.
تتسبب بعض الأدوية التي تستخدم في علاج أنواع مرض السل المختلفة ببعض الآثار الجانبية المزعجة، فيمكن أن يسبب المضاد الحيوي أيزونيازيد تلف الأعصاب -الاعتلال العصبي المحيطي-، حينها يجب أن يحصل المريض على مكملات من فيتامين B6 -البيريدوكسين- للتقليل هذه المخاطر، ويتم اختبار وظائف الكبد قبل بدء العلاج، وفي حالات نادرة يمكن أن تسبب المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج السل ضررًا في العين، والذي يمكن أن يكون خطيرًا، وإذا احتوت خطة علاج المريض على الإيثامبوتول، فيجب أيضًا إختبار رؤية المريض في بداية مسار العلاج، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن أن يتفاعل الريفامبيسين مع بعض الأدوية الأخرى، لذا من المهم أن يعرف الطبيب عن جميع الأدوية التي يتناولها المريض قبل بدء العلاج لمرض السل.7)
يكون المريض معديًا لفترة تتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع تقريبًا من بدء العلاج، ولن يحتاج المريض في العادة إلى العزلة خلال هذا الوقت، ولكن من المهم اتخاذ بعض الاحتياطات الأساسية لمنع انتشار السل إلى أهله أو من هم حوله، وتشمل هذه الإجراءات الوقائية ما يأتي:8)