تعرف على سيرة صلاح الدين الايوبي يعتبر صلاح الدين الأيوبي واحداً من العظام الذين جاد بهم التاريخ والزمان على هذه الأمّة المرحومة، فهو شخصيّة فريدة من نوعها، نال احترام وإعجاب أعدائه قبل أصدقائه ومن والاه من المسلمين؛ ذلك أنّ الأخلاق التي يتوفر عليها هذا القائد العظيم الفذّ المغوار لم يتوفر عليها أي قائد آخر، بالإضافة إلى أنّ الإنجازات التي استطاع هذا القائد المسلم إنجازها ضخمة، ومن هنا فإن أيادي صلاح الدين الأيوبي البيضاء على الأمة عديدة وكثيرة ومتنوعة.
ولد صلاح الدين الأيوبي في العام 532 هجري في تكريت في العراق، وتوفي في العام 589 هجري في مدينة دمشق من بلاد الشام، حيث كان مسلماً ينتمي إلى فئة المتصوفة، أيضاً كان صلاح الدين الأيوبي سني المذهب، قادري الطريقة. استلم صلاح الدين الأيوبي القيادة عن القائد السابق المظفر أيضاً نور الدين زنكي -رحمهما الله تعالى-. يلقب صلاح الدين بلقب الناصر.
قبل الشروع في شرح إنجازاته، لا بدّ من الإشارة إلى نقطة قد يغفل عنها العديد من أبناء هذه الأمة وهي أنّ صلاح الدين ليس إلّا الحلقة الأخيرة ضمن سلسلة طويلة جداً من عظماء المسلمين، وأنّ صلاح الدين هو نتاج فترة طويلة من التنوير ابتدأها الإمام أبو حامد الغزالي –رحمه الله تعالى-، فلولا الغزالي لما وجد صلاح الدين، ولما وجد جيل صلاح الدين، ومن هنا يمكن القول أن التغيير لا يأتي بالأمنيات بل بالفكر والعمل والتضحية والإنجاز والمثابرة، فهذه الأمور هي التي تصنع الأجيال الواعية وهي التي تبني الفكر الواعي المستنير، أمّا أسلوب الأمنيات والمشاعر فليس له مكان في الطريق إلى رفعة الأمة ومجدها وعزها.