تعرف على الخلافة الأموية في الأندلس حَظِيت الأندلس بأهميّة خاصة في تاريخِ الدولة الإسلاميّة، وقد أُطلق عليها العديد من الأسماء مثل إسبانيا الإسلامية، وأيبيريا الإسلامية، وتقع الأندلس في شبه الجزيرة الأيبيرية في أوروبا الغربية، وتمثّلُ هذه المنطقة في الوقت الحالي جزءًا من إسبانيا والبرتغال، وتختصّ بتلك المناطق التي فتحها المسلمون وظلت تحت وصاية الخلافة الإسلامية، ومرّت هذه المنطقةُ بالعديدِ من فتراتِ القوّة والضعف على مرّ التاريخ الإسلاميّ، وكانتْ أقوى هذه الفترات في القرن الثاني الميلاديّ، وتعدُّ الخلافة الأمويّةُ في الأندلس من أهمّ الخلافات الإسلاميّة التي قامت في تلك المنطقة على امتداد التاريخ الإسلاميّ، وفي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على الخلافة الأموية في الأندلس.
حينَ فُتحت الأندلس عام 92 للهجرة ظلّت تحت حكم الخلافة الأموية في دمشق كإحدى الولايات التابعة للحكم الأموي، وبقيت على ذلك ما يقارب أربعين عامًا، وبعد أن سقطت دولة بني أمية وقامت دولة بني العباس استطاع عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك والذي سُمّي بعبد الرحمن الداخل الفرار إلى أفريقيا، ثم وصل مناطق الأندلس، وأسس فيها خلافة بني أمية في الأندلس بشكل مستقل عن الخلافة العباسية التي كانت قائمة حينها، واستمرت هذه الخلافة ما يقارب ثلاثة قرون من الزمن، وبحسب المؤرخين فإن خلافة بني أمية في الأندلس قامت عام 138 للهجرة وانتهت عام 422 للهجرة.
بعد وصول عبد الرحمن الداخل إلى المضيق الواقع في شمال المغرب الأقصى كانت الأندلس تعيش حالة من الاضطراب السياسي والتمزق الاجتماعي، حيث شهدت المنطقة في تلكَ الفترة صراعًا بين الفاتحين من المشرق والمغرب، وساد فيها الحكم القبليَّ، وشهدت هذه الفترة العديد من المعارك أهمها معركة المصَّارة التي وقعت في منطقة قرب قرطبة، والتي استطاع فيها الداخل هزيمة القيسيين لتتم بعد ذلك مبايعته أميرًا لمنطقة الأندلس، ودام حكمه عليها حتى عام 172 للهجرة.
عمل عبد الرحمن الداخل منذ توليه حكمها عام 138 للهجرة على تغيير نظامها الداخلي، حيث كان الحكم سابقًا يعتمد على وجود قبائل يكون فيما بينهم نفوذ محدد بناءً على عوامل خاصة، ليتحول نظام الحكم إلى دولة يسودها الحكم الشخصي، حيث عمل على إنهاء وجود القبائل من خلال الإطاحة بزعامات القبائل القيسية، واليمانية، وساعده في ذلك أعوانه الذين يكنّون له الخضوع والطاعة، وعمل على تنظيم شؤون خلافة بني أمية في الأندلس على التنوع الكبير في كافة أطياف المجتمع الذي احتوته هذه الخلافة.
هناك العديد من خصائص الخلافة الأموية في الأندلس، والتي من خلالها تظهر الطريقة التي كان يتم بها إدارة شؤون الدولة، وما كانت عليه من مظاهر خاصة، ومن أهم هذه الخصائص ما يأتي: