نبذه قصر الحمراء مدينة غرناطة هي عاصمة مقاطعة غرناطة الواقعة في منطقة إندلوسيا جنوب إسبانيا، حيث تقع بمحاذاة جبال سييرا نيفادا عند النقطة التي يلتقي بها نَهْرا هَدَّرُه وسَنْجَل، وتقعُ على ارتفاع 738 متراً فوق مستوى سطح البحر، وقد كانت تسمّى قديماً “إلبيرا”، ثم سميت بغرناطة أيّام الحكم الإسلامي عندما فتحها الأمويون عام 711 ميلاديًّا وأسسوا فيها قلعة غرناطة، ويعدّ قصر الحمراء من أهمّ معالمها التي أظهرت جمال الفنّ الإسلامي وإبداعه ودقته، فمن يصل غرناطة لا بدّ من زيارته والاستمتاع بروعته، وسيتمّ تقديم معلومات عن قصر الحمراء للتعرّف عليه بشكلٍ أكبر.
معلومات عن قصر الحمراء
تمّ تشييد قصر الحمراء في القرن السابع الهجري الموافق للقرن الثالث عشر ميلاديًّا، ولكن بعض الأجزاء تَعود إلى القرن الثامن الهجري الموافق للقرن الرابع عشر الميلادي، ويعد من أروع القصور التي شيدت في تاريخ العمارة الإسلامية، وفيما يأتي توضيح بعض التفاصيل المتعلّقة به:
- اختلف المؤرخون حول سبب تسمية قصر الحمراء بهذا الاسم، فبعضهم يرى أنه مشتقٌّ من بني الأحمر وهو بنو نصر الذين حكموا غرناطة، بينما يرى آخرون أن التسمية إلى التربة الحمراء التي يمتاز بها التلّ الذي تم تشييد القصر عليه، أو إلى لون حجارتها الضارب للحمرة.
- تم إنشاء سور منيع حول الهضبة التي قامت عليها “قلعة الحمراء”، وداخله بني قصر أو مركز لحكومة بني الأحمر، وسميت هذه القلعة بالقصبة الحمراء، وأصبح قصر الحمراء جزءاً منها.
- يقسم قصر الحمراء إلى ثلاثة أقسام: القسم العسكري الذي يقع شمال شرقي القصر، فهي قلعة تحرس الحمراء ولها برجان عظيمان، والقسم الثاني القصر الملكي في الوسط، ثم الحمراء العليا التي كانت مخصّصة للخدم، وفيه عدة أبراج وأبواب وقاعات وأجنحة ومن أهم هذه الأبراج: برج الأسيرة، وبرج الأميرات، وبرج قماريش، وعدة أبواب أهمها باب الشريعة الذي يصل ارتفاعه إلى خمسة عشر متراً، وقد كتبت عبارة “أسعد اللّه به شريعة الإسلام وجعله فخرًا على الأيام” على قوسه بالخط الأندلسي المميز.
خصائص الفن المعماري الأندلسي
لقد اشتهر المسلمون في الأندلس بفنّ العمارة، والآثار التي خلفوها وراءهم عند سقوط الأندلس شاهدةً على التميز والإبداع، ومن خصائص الفن المعماري الأندلسي:
- اللجوء إلى البساطة من الخارج مع وفرة الأعمال الزخرفية من الداخل.
- الابتعاد عن الضخامة والابتعاد عن الارتفاع العمودي، وتتصف الأعمدة ببعدها عن الضخامة واتصافها بالدقة والرشاقة التي تعلوها التيجان المتناسقة والمنسجمة بشكل لا يوصف، وقد شاد الأمويون في الأندلس تسعة أشكال من الأقواس وهي: العادية، والبيضاوية، ونعل الفرس، والمنتفخة، والمروسة، والمسننة، والمقرنصة، والمتداخلة، المتعانقة.
- الهروب من الفراغ من خلال كسو الجدران الداخلية بالزخارف الموزعة بإتقان من الأسفل إلى الأعلى