إنّ أصل كلمة الصقالبة تعود إلى استعمالها من قبل الإفرنجة ( سلاف )، وأتت بحسب لفظها بالصقلبي؛ حيث تعني المجد، وأيضاً من كلمة ( سلوفو ) والتي تعني الكلام، وقد كانوا يلفظونها بـ (سكلاف)؛ إلاّ أنّ العرب قد قاموا بتعريبها لتصبح ( صقلب )، ومع الوقت أصبحت هذه التسمية تطلق على الرقيق الأبيض، إذ يُذكر بأنّ قديماً قد حملهم النخّاسون إلى مناطق أوروبا الشماليّة؛ حيث كانوا يبيعونهم كنوع من المتاجرة بهم، حيث كانت تجارة رابحة في ذلك الوقت إلى كلّ أنحاء العالم، فكانت تطلق تسمية الصقالبة على كلّ السرى وخاصّة الجيش الألماني، أو كما كان يعرف باسم الجيش الجرماني، فيأتي بهم خلال الحملات التي كان يقوم بها في كافّة أرجاء أوروبا، فيباع هؤلاء الأسرى إلى الأندلس؛ حيث على الأغلب هم في عمر الأطفال والشباب، فيُذكر بأنّ عبد الرّحمن الدّاخل قد اهتم بهم وبتنشئتهم، فتربّوا تربيةً عسكريّة، وجعلهم ضمن نطاق جيشه؛ حيث أصبحوا فيما بعض من خيرة رجالات دولة الأندلس إن كان من الناحية الأدبية أو كمثقّفين بارزين .

لقد ذكر بعض المؤرّخين والنسّابة عن أصول الصقالبة، إلاّ أنّ الروايات مختلفة من حيث الفروع، ولكنّها تتوافق من حيث الأصل الّذي يعود لـ ( يافث بن نوح ). لقد ذكر ( المسعودي )، هذا المؤرّخ، إلى أنّ أصول الصقالبة تعود إلى ولد مار بن يافث بن نوح، وأنّ جميع الصقالبة بمختلف أجناسهم ملتصقون بهذا النسب، أمّا العالم في علم النسّابة وهو ( ابن الكلبي )، فإنّه ينسب أصول الصقالبة إلى أنّهم أخوة لكلّ من اليونان وأيضاً الأرمن، إضافة إلى الفرنجة، وأنّهم يأتون من نسل يونان بن يافث، أمّا ( ابن خلدون ) فإنّه يذكر بأنهم أخوة لكلّ من الترك وأيضاً الخزر، وأنهم من نسل ريفات بن كومر بن يافث .

فروع أصول الصقالبة

جعل المؤرّخون ثلاثة فروع لأصول الصقالبة، حيث كانت على النحو التالي :

  • الفرع الأوّل: هو من الفرع الرّوسي، ليشتمل على كلّ من الروس، وأيضاً الروثينيين، ثمّ الرسنياكه .
  • الفرع الثّاني: هو من الفرع الصربي الإيليري، يشتمل على المجر، وأيضاً الصرب، وأيضاً الهرسكيين، ثمّ أهل البشناق، والجبل الأسود، وأيضاً السلافونيّين .
  • الفرع الثّالث: وهو من الفرع البلغاري، ويشتمل على بوهيميا، وأيضاً مورافيا.