ما هو اسباب انسدال الصمام التاجي الصمام التاجي Mitral Valve والذي يعرف أيضًا بالصمام ثنائي الشرفات أو الصمام الميترالي هو أحد أربعة صمامات في القلب والمسؤولة عن تنظيم حركة الدم داخله باتجاه واحد فقط دون السماح للدم بالرجوع بالاتجاه الآخر، يقع الصمام التاجي في النصف الأيسر للقلب بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر ويقوم بتمرير الدم المحمل بالأكسجين من الأذين إلى البطين دون السماح له بالرجوع في الاتجاه الآخر أثناء انقباض القلب ويساعده في ذلك أوتار دقيقة تربطه بجدار البطين بحيث لا تسمح له بأن يفتح بالإتجاه الآخر، ويمكن أن يصاب الصمام التاجي بالعديد من الأمراض التي تحد من قدرته على أداء وظيفته الطبيعية مثل والارتجاع والتضيق وانسدال الصمام التاجي. ¹⁾

انسدال الصمام التاجي

يعد انسدال الصمام التاجي أكثر الأمراض التي تصيب صمامات القلب شيوعًا والذي يُقدر أنه يصيب 2-3% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن تعريفه على أنه إزاحة أو انبعاج في الوريقات المكونة للصمام التاجي أثناء انقباض عضلة القلب في اتجاه الأذين أي بعكس اتجاه حركة الدم الطبيعية ولا يؤدي بالضرورة إلى تسرب الدماء بالاتجاه المعاكس. يمكن أن يكون هذا المرض وراثيًا ويمكن أيضًا أن يحدث دون وجود استعداد وراثي كما أنه يعد السبب الأكثر شيوعًا الذي يؤدي إلى مرض ارتداد الصمام التاجي الكامل. ²⁾

أعراض انسدال الصمام التاجي

بالرغم أن مرض انسدال الصمام التاجي يعد من الأمراض المزمنة التي ترافق المريض طوال حياته إلا أن معظم المصابين فيه لا يشكون من أعراض أساسًا ويتفاجئون عندما يتم تشخيصهم به، لكن إذا حصل وبدأت الأعراض بالظهور فتكون نتيجة تفاقم الانسدال إلى ارتجاع وبدء الدم بالرجوع إلى الخلف باتجاه الأذين الأيسر، ومن أبرز هذه الأعراض ما يأتي:³⁾

• تسارع وعدم انتظام ضربات القلب.
• الشعور بالدوخة وخفة الرأس.
• ضيق في التنفس خاصة عند النوم على الظهر.
• التعب والإرهاق العام.
• ألم في الصدر.

أسباب انسدال الصمام التاجي

عندما يعمل الصمام بشكل طبيعي فإنه يغلق تمامًا خلال انقباض عضلة القلب مانعًا الدم من العودة إلى الأذين الأيسر، لكن في حالات انسدال الصمام التاجي فإن هنالك مشكلة في وريقات الصمام تمنعها من الإغلاق بإحكام مما يؤدي أحيانًا إلى ارتداد الدم إلى الأذين الأيسر، وحقيقة أنه ليس هنالك سبب واضح وراء هذا المرض وكل ما يلاحظه العلماء هو مجرد ارتباطات بينه وبين بعض هذه المسببات المحتملة حيث أن هذا المرض غالبًا ما يصيب النساء، ومن هذه الأسباب أيضًا ما يأتي:⁴⁾

• أمراض النسيج الضام المختلفة، وهي أمراض وراثية تؤدي إلى ضعف النسيج الضام في انحاء الجسد المختلفة ومنها صمامات القلب وأهمها متلازمة مارفان Marfan’s syndrome.
• مرض انحناء العمود الفقري.

تشخيص انسدال الصمام التاجي

عند اشتباه الإصابة بهذا المرض بناءً على الأعراض التي يعاني منها المريض يقوم الطبيب بإجراء الفحص الطبي السريري والاستماع إلى قلب المريض باستخدام السماعات الطبية التي تمكن الطبيب في معظم الأحيان من سماع صوت معين يشير إلى وجود هذه المشكلة، بعدها يطلب الطبيب بعض الصور التي تمكّنه من التشخيص المؤكد وأهمها ما يأتي:⁵⁾

• صورة صدى القلب Echocardiagram والتي تعتبر طريقة التشخيص المثلى حيث يتمكن الطبيب من خلالها من رؤية عضلة القلب والصمامات في أثناء عملها وتحديد المشكلة إن وُجدت.
• صورة أشعة للصدر X-ray والتي يمكن أن تُظهر ظل القلب وملاحظة أي تضخم فيه.
• القسطرة التشخيصية حيث يتم قياس الضغط داخل حجرات القلب المختلفة عن طريق قسطرة تدخل من أحد شرايين الجسم السطحية.
• تخطيط القلب ومن خلاله يمكن ملاحظة أي اضطراب في كهرباء القلب.

علاج انسدال الصمام التاجي

في معظم الأحيان فإن انسدال الصمام التاجي لا يحتاج إلى أي علاج، إلا أنه إذا ظهرت أعراض مقلقة كالمذكورة سابقًا فيمكن السيطرة عليها بالعلاجات الآتية:⁶⁾

• الأسبرين ومميعات الدم لمنع تكون الخثرات في القلب.
• منظم ضربات القلب Beta-Blocker.
• مدرات البول للتخلص من السوائل الزائدة في حال تجمعها في الرئتين.
• موسعات الشرايين.

لكن جميع العلاجات السابقة تستهدف الأعراض وليس المرض نفسه، لذلك فإذا أصبحت الأعراض مهددة للحياة وتحول الانسدال إلى ارتجاع كامل في الصمام حينها يحتاج الأمر إلى تدخل جراحي يهدف إلى إصلاح الصمام أو استبداله تمامًا بصمامات معدنية أو صمامات مستخرجة من الحيوانات.

الوقاية من مرض انسدال الصمام التاجي

يمكن الوقاية من الأمراض التي قد تصيب الصمام التاجي بشكل عام بإجراء بعض التعديلات على نمط الحياة التي يجب أن يلتزم بها كل شخص سواءً أكان معرض للإصابة بالانسدال أم لا، ومنها ما يأتي:⁷⁾

• التقليل من تناول الأملاح وخاصة ملح الصوديوم.
• المحافظة على أداء التمارين الرياضية لمدة نصف ساعة يوميًا على الأقل.
• المحافظة على الوزن المعتدل لتخفيف العبء على عضلة القلب.
• تجنب تناول الكحول.