تعرف على حقائق عن الدولة الحمدانية بنو حمدان هم اسرة عربية قامت بتاسيس الجمهورية الحمدانية، التي حكمت مدينتي الموصل وحلب، وامتدت في نفوذها حتى ضمت مساحات واسعة شملت بلادا وقرى الشام والفرات، في المرحلة الممتدة منذ عام ثمانمية وتسعين للميلاد وحتى عام الف واربعة للميلاد.
ينتمي الحمدانيون الى قبيلة تغلب بن وايل، وهي احدى القبايل العربية التي قد كانت تسكن ارض الجزيرة السورية الى الشمال التابع للشرق منها، ولمع نجم دولتهم الحمدانية في عهد موسس هذه السلالة حمدان بن حمدون، الذي نصبه العباسيون فيما بعد واليا على مساحة ماردين.
استغل الحمدانيون نزاع الاتراك على السلطة وضعف الجمهورية العباسية، فقاموا بالاستقلال بدولتهم التي قد كانت في الموصل عام ميتين وتسعة وعشرين للهجرة، وفي مدينة حلب، وفور استقلالها انضمت اليها القبايل العربية المقيمة في الجزيرة السورية ووادي الفرات وعلى اطراف بادية الشام.
بعد تاسيس الجمهورية ساء الحمدانيون الاستبداد الذي قام به الاتراك بالخلافة العباسية، وناصروا الخليفة العباسي في مسعى منهم لتخليص الخلافة هناك، فتوجه الجمال بن عبد الله حمدان الى بغداد ونجح في دخولها، ولقي ترحيبا من قبل الخليفة المتقي بالله، والذي منحه لقب امير الامراء وناصر الدولة، ولقب اخاه عليا بسيف الدولة، ومن هنا قدرة الحمدانيون من احتلال السلطة من الاتراك.
لم يستسلم الاتراك بعد ان هزمهم الحمدانيون، فقاموا بعد هزيمتهم بجمع وتوحيد صفوفهم تحت قيادة الامير توزون، وفي هذه المرحلة حدثت مجاعة كبيرة نتج عنها غلاء عظيم في الاسعار، الامر الذي اضطر فيه الحمدانيون الى فرض رسوم باهظة، ترتب عليها انعدام الامن في مناطق المدينة، بالاضافة الى انتشار الاوبية، ونتيجة لذلك عجز الحمدانيون عن صرف مستحقات الجنود، ادى ذلك الامر الى عصيان وثورة بعض الفصايل في الجيش، وساهمت كل هذه الاسباب في تمهيد الامر لرد الاتراك على هزيمة الحمدانيين لهم تحت قيادة الامير توزون.
في عام تسعمية واربعة واربعين للميلاد، انتزع الحمدانيون مدينة حلب من ايدي الاخشيديين، وانتقلوا اليها وجعلوا منها عاصمة لهم، وتم توظيف سيف الجمهورية الحمداني اميرا وحاكما عليها، ولحق بهم الخليفة العباسي المتقي بالله خوفا من انتقام الاتراك منه، بل الحمدانيين طلبوا منه الرجوع واعطوه الامان على حياته، لكنهم خلعوه وعينوا الخليفة المستكفي بالله بدلا عنه.
جاورت الجمهورية الحمدانية التي قد كانت تتمتع ببعض النفوذ والقوة في عاصمتها مدينة حلب الجمهورية البيزنطية، التي كان مقرها الى الجنوب من اسيا الصغرى، فعمل امير حلب سيف الجمهورية الحمداني على التصدي للبيزنطيين، حيث امتاز عهد سيف الجمهورية بكثرة المواجهات والحروب التي انتصر في بعض منها، بل الهزايم قد كانت مصير القلة الاخر فيها.
عاصر سيف الجمهورية اقوى امبراطورين بيزنطيين، هما الامبراطور نقفور فوفاس والامبراطور حنا شميشق، وكان فوفاس قد قدرة من الاستيلاء على حلب، وعاث فسادا في المدينة التي دمر فيها قصر سيف الجمهورية واحرقها، بل سيف الجمهورية عمل على جمع قواته، في مسعى لطرد جيش نقفور، بل الاخير استطاع المقاومة والحق بجيش سيف الجمهورية هزيمة عظيمة بعد انتصاره عليهم، وفي عهد الامبراطور حنا شميشق الذي قدرة من الاستيلاء على منزل المقدس بلا اية مجابهة من قبل الحمدانيين، واستمرت في ايديهم حتى قدوم صلاح الدين الايوبي اليها فاتحا ومحررا.
ضعفت الجمهورية الحمدانية بعد وفاة سيف الجمهورية الحمداني، وعمت البلاد المنازعات الداخلية بين ابناء البيت الحمداني، بالاضافة لعدم قدرة الخلفاء في هذا الوقت من التصدي للفاطميين، الذين تمكنوا في الخاتمة من الاستيلاء على مدينة حلب عام الف وثلاثة للميلاد.